4- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن عبد اللّه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد اللّه قال: مكتوب في التّوراة: ابن آدم! كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من اللّه بالقليل من الرّزق قبل اللّه منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفّت مئونته و زكت مكسبته و خرج من حدّ الفجور.
[الحديث الخامس]
5- عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عرفة، عن أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) قال: من لم يقنعه من الرّزق إلّا الكثير لم يكفه من العمل إلّا الكثير و من كفاه من الرّزق القليل فإنّه يكفيه من العمل القليل.
[الحديث السادس]
6- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) يقول: ابن آدم إن كنت تريد
من المعاش فقد زهد فى الدنيا و طهر ظاهره و باطنه من الاعمال و الاخلاق القبيحة التى يقتضيها الدنيا و فرغ من المجاهدات التى يحتاج إليها السالك المبتدى و جعلها وراء ظهره فلم يبق عليه الافعل ما ينبغى فعله و هذا يسير بالنسبة الى تلك المجاهدات و هذا الاحتمال ذكره بعض علماء العامة فى شرح ما رووه عن النبي (صلى اللّه عليه و آله) «أخلص قلبك يكفيك القليل من العمل».
قوله: (كن كيف شئت)
(1) هذا مثل قوله تعالى «اعْمَلُوا مٰا شِئْتُمْ» و فيه وعد بالخير و وعيد على الشر كما أن فى
قوله:
(كما تدين تدان)
(2) اشارة الى أن جزاء الخير خير و جزاء الشر شر، و ترغيب فى حسن المعاملة معه تعالى. ثم ذكر للرضا باليسير ثلاثة أوجه للترغيب فيه فقال:
(و من رضى باليسير من الحلال خفت مئونته و زكت مكسبته و خرج من حد الفجور)
(3) الوجه الاول خفة المئونة أعنى الثقل و المشقة فان المشقة فى طلب اليسير و حفظه يسير خفيف، و الثانى زكاء مكسبه فان المكسب المشروع لليسير كثير و المكسب المشروع زكى. و الثالث الخروج من حد الفجور لما عرفت من زكاء مكسبه مع تنزهه عن الحقوق المالية و الميل الى الدنيا المستلزمة للفجور بخلاف طالب الكثير فان المكسب الغير المشروع الكثير قليل جدا مع ما يلزمه من الحقوق المالية التى قلما يقوم بها طالبه و الركون الى الدنيا المستلزمة لجميع الفجور و المفاسد.