أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضّيقة و قد أسلمهم الأولاد و الأهلون، فانقطع إلى اللّه بقلب منيب من رفض الدّنيا و عزم ليس فيه انكسار و لا انخزال، أعاننا اللّه و إيّاك على طاعته و وفّقنا اللّه و إيّاك لمرضاته.
[الحديث الرابع و العشرون]
24- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة و غيره، عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: مثل الدّنيا كمثل ماء البحر كلّما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتّى يقتله.
[الحديث الخامس و العشرون]
25- الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء قال: سمعت الرّضا (عليه السلام) يقول: قال: عيسى بن مريم (صلوات اللّه عليه) للحواريّين: يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من الدّنيا كما لا يأسي أهل الدّنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم.
(باب)
[الحديث الأول]
1- الحسين بن محمّد الأشعري عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ
ازالة المانع منه و هو بذلك يغفل عن أمر الآخرة و ما ينفعه فيها، و لو خطر بباله يسوفه و يقول أفعله غدا و بعد غد بعد تعمير هذه العمارة و انقضاء هذه التجارة و احصاد هذه الزراعة، و هكذا بعد اشغاله المتولدة بعضها عقب بعض الى أن يأتيه الموت بغتة و هو فى خسران مبين و فيه ردع عن تسويف التوبة و العبادات و القيام على الامانى و حب الشهوات فان كل ذلك مع قطع النظر عن كونه مانعا بالفعل قد لا يتحصل له باتيان الموت بغتة و خروج الامر من يده و وصوله الى الغد ليس باختياره على أن الرجوع من الذنوب فى الغد ليس بأسهل من اليوم بل هو أصعب لان المعصية باستمرارها تشتد و تقوى حتى تصير ملكة فازالتها حينئذ أشد و أصعب، فاذا عجز عن ازالة الاضعف فهو عن ازالة الاصعب أعجز.
(فانقطع الى اللّه بقلب منيب من رفض الدنيا)
(1) الظاهر أن فانقطع أمر معطوف على فارفض الدنيا. و الانابة الرجوع الى اللّه تعالى و «من» تعليل لها و عزم عطف على قلب و هو عقد الضمير و الانخزال الانقطاع.
قوله: (مثل الدنيا كمثل ماء البحر)
(2) هذا التمثيل فى غاية الحسن و الوجه هو ازدياد الحرص فى الجمع و الشرب المفضى الى الهلاك بالاخرة، و من البين أن طالب الدنيا