responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 355

في الدّنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.

[الحديث السادس]

6- عليّ، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ علامة الرّاغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدّنيا، أما إنّ زهد الزّاهد في هذه الدّنيا لا ينقصه ممّا قسم اللّه عزّ و جلّ له فيها و إن زهد، و إنّ حرص الحريص على عاجل زهرة [الحياة]


ينفع فيها خالصا له بدوام الذكر و الطاعة فمن لم يتحقق فيه هذا الغرض و ان فاتته الدنيا فهو ليس بزاهد فيها و تارك لها بل هو من أهلها فيه شك فى أمر الآخرة أو شرك. و أعلم ان تفرغ القلب لامر الآخرة يبذر السعادة و الذكر فيه و الطاعة فى جميع الجوارح و هى تزيد و تنمو حتى يصير القلب نورا إلهيا يشاهد جلال اللّه و عظمته و أسراره الغيبية التى قلما يقدر على تحملها ثم يتشرف بمقام الانس ثم بمقام المحبة ثم بمقام الرضا ثم بمقام الفناء فى اللّه و هو هذا المقام لا يرى فى الوجود الا هو و الى هذه المراتب أشار جل شأنه بقوله «مَنْ كٰانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ» بخلاف القلب الملوث بشهوات الدنيا فان الذكر و الطاعة لو تحققا لا يؤثر ان فيه بل يفسدان كالبذر فى أرض السبخة و الطعام فى المعدة الممتلية بالاخلاط الفاسدة و لذلك ترى كثيرا من الذاكرين و العابدين لا يجدون من السعادة الا اسما و لا يعلمون من المعرفة الا رسما و هم عن قرب الحق محرومون و عن ساحة أسراره مطرودون.

قوله: (علامة الراغب فى ثواب الآخرة زهده فى عاجل زهرة الدنيا)

(1) لكل حق علامة دالة عليه و علامة من رغب فى ثواب الآخرة الّذي أعظمه قرب الحق زهده فى زهرة الدنيا لانها ينافيه و من رغب فى شيء يترك ما ينافيه بالضرورة و يطلب ما يحقق حصوله فمن ادعى الرغبة فى ثواب الآخرة و هو راغب فى الدنيا فهو كاذب و انما اقحم لفظ العاجل لان زهرة الدنيا المتعلقة بالاجل و الآخرة كقدر ما يحتاج إليه الانسان فى تحصيل ما ينفع فى الآخرة لا ينافى الرغبة فى ثوابها بل معين لحصوله و المراد بزهرة الدنيا متاعها تشبيها له بزهرة النبات لحسنها فى أعين الناس، ثم حث على الزهد و ترك الحرص و الاجتهاد و الرغبة فى الدنيا على وجه المبالغة للتنبيه و التأكيد بالتكرير و غيره

بقوله: (أما ان زهد الزاهد فى هذه الدنيا)

(4) الاشارة للتحقير

(لا ينقصه مما قسم اللّه عز و جل له فيها و ان زهد)

(2) كيف و قد قال اللّه تعالى «وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لٰا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ» فالزهد باعث لوصول القسم و الرزق لا مانع له

(و ان حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها و ان حرص)

(3) لان قسمه من الدنيا ما يحتاج إليه فى بقائه و الزائد عليه على تقدير حصوله بالحرص ليس قسما له بل لغيره و الحاصل أن وصول القسم و

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست