2- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عليّ بن محمّد القاساني، جميعا، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: جعل الخير كلّه في بيت و جعل مفتاحه الزّهد في الدّنيا ثمّ قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): لا يجد الرّجل حلاوة الإيمان في قلبه حتّى لا يبالي من أكل الدّنيا
قوله: (جعل الخير كله فى بيت و جعل مفتاحه الزهد فى الدنيا)
(1) و بحكم المقابلة جعل الشر كله فى بيت و جعل مفتاحه الرغبة فى الدنيا و هذا التمثيل لقصد الايضاح و التحقيق دون المبالغة لان كل ما ينبغى أن يتصف به الانسان من العقائد و الاخلاق و الآداب و الاعمال التى بينها الصادقون و رغبوا فيها فهو الخير و المندرج فى ترك الدنيا و رفض الميل إليها و التعلق بها و كل ما ينبغى أن يتنزه عنها فهو الشر و المندرج فى حب الدنيا و الرغبة فيها يحكم بذلك صريح العقل بعد التأمل فيما يصدر عن الانسان فان كل ما يصدر عنه فالغرض منه اما حب الدنيا كالبخل و الحرص و الحسد و الكبر و ترك الزكاة لجمع المال و ترك الصلاة لحب الراحة و أمثال ذلك أو حب اللّه و حب الآخرة و رفض الدنيا كاضداد الامور المذكورة و من ثم قيل القلب بقدر تعلقه بالدنيا ينقطع تعلقه باللّه و باليوم الاخر و يبعد تعلقه بالخير.
(ثم قال قال رسول اللّه (ص) لا يجد الرجل حلاوة الايمان حتى لا يبالى من أكل الدنيا)
(2) شبه الايمان بحلو فى ميل الطبع و اثبت له الحلاوة من باب المكنية و التخييلية أو شبه أثرا