responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 33

رجعوا فقالوا: يا ربّنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم بالدّخول ثلاثا، كلّ ذلك يعصون و يرجعون و أمر أولئك ثلاثا، كلّ ذلك يطيعون و يخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم، قال: فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء و من كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء، و ما رأيت من نزق أصحابك و خلقهم فممّا أصابهم من لطخ أصحاب الشّمال و ما رأيت من حسن سيماء من خالفكم و وقارهم فممّا أصابهم من لطخ أصحاب اليمين.

[الحديث الثالث]

3- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن- إسماعيل، عن سعدان بن مسلم، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:

سئل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) بأيّ شيء سبقت ولد آدم، قال: إنّي أوّل من أقرّ بربّي، إنّ اللّه أخذ ميثاق النبيّين و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربّكم قالوا: بلي، فكنت أوّل من أجاب.

(باب) كيف أجابوا و هم ذر

[الحديث الأول]

1- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): كيف أجابوا و هم ذرّ؟ قال: جعل فيهم ما إذا


قوله: (و أصابهم الوهج)

(1) الوهج بالتحريك حر النار.

قوله: (جعل فيهم ما اذا سألهم أجابوه)

(2) «ما» موصولة و العائد محذوف أى أجابوه به و المراد به القوة الاستعدادية للنفس الناطقة القابلة [1] للكمالات و الاعمال الخيرية، و


[1] قوله «و المراد به القوة الاستعدادية للنفس الناطقة» قال العلامة المجلسى- ره- اعلم أن آيات الميثاق و الاخبار الواردة في ذلك يقصر عنه عقول أكثر الخلق و للناس فيها مسالك: الاول طريقة المحدثين و المتورعين، فانهم يقولون نؤمن بظاهرها و لا نخوض فيها و لا نطرق فيها التوجيه و التأويل، و الثانى حملها على الاستعارة و المجاز و التمثيل، و الثالث حملها على أخذ الميثاق في عالم التكليف بعد اكمال العقل بالبرهان و الدليل انتهى.

و هو مشتبه المراد لا أدرى مقصوده- (قدس سره)- الا أن المسلك الثالث يشير الى ما اختاره المفيد و السيد المرتضى و الطبرسى و جماعة من أعاظم الطائفة في تفسير آية «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ آه» و أما كلام الشارح فمعناه معلوم لنا و نشير إليه ان شاء اللّه ببيان أوضح. ثم ان الاستصعاب و الاشكال في هذه الاخبار على ما أتعقله أنها تستلزم الجبر و ليس غيرها من الشبه مما يعتد به و طريقة المحدثين و المتورعين على ما ذكره المجلسى- ره- ان كان بعد القطع ببطلان الجبر كما هو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لزم عدم ايمانهم بظاهر هذه الاخبار، فان ظاهرها الجبر و الظلم فلا معنى لقوله- (رحمه اللّه)- نؤمن بظاهرها فلا محيص عن تأويلها و ان أرادوا الايمان بظاهرها و ان لزم الجبر فهو انكار لسائر الاحاديث و الاخبار، و أما الحمل على الاستعارة و المجاز فلم يبين- (رحمه اللّه)- أن أى لفظ استعارة عن أى معنى، يحتمل أن يراد به ما ذكره الشارح أو ما ذكره المفيد عليه الرحمة، و بالجملة ما يدل من الروايات على الجبر فالوجه طرحه أو تأويله و لكن ليس جميعها كذلك فمنها ما لا يستفاد منه الا علمه تعالى بحال عباده و مع قطع النظر عن شبهة الجبر فلا أرى في المعنى المتفق عليه بين أخبار الميثاق و الذر شبهة يصعب حلها مثل ما رووا عن رسول اللّه (ص) «لما خلق اللّه آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة من ذريته الى يوم القيامة» و ما روى فيها معنى معقول لا استحالة له أصلا بل ليس من الغرائب أيضا فان رؤية الأنبياء بعض ما سيأتى بعدهم في ما يرون من الغيوب أمر معتاد. و قد رأى رسول اللّه (ص) بنى امية في صورة القردة ينزون على منبره يرجعون بالناس القهقرى، فان قيل هذا كان نوما قلنا يتفق للانبياء أن يروا يقظة من الغيوب مثل ما يرى في المنام، قال المفيد (رحمه اللّه) في بعض كلامه فانبأه اللّه يعنى أنبأ اللّه آدم بما يكون من ولده و شبههم بالذر الّذي أخرجهم من ظهره و جعله علامة على كثرة ولده انتهى. و كذلك لا يبعد تمثيلهم بغير صورتهم في الرؤيا و كون بعضهم نورانيا و بعضهم ظلمانيا لان الرواية دلت على أن آدم رأى على بعضهم نورا لا ظلمة فيه و على بعضهم ظلمة لا نور فيه و لا يوجب هذا جبرا كما لا يوجب رؤية نبينا (ص) بنى امية يرجعون بالناس القهقرى جبرا، و أما آية وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ فحمله على مفاد أحاديث الذر خلاف ظاهر الآية بل صريحها و ان كان حديث الذر معقولا صحيحا فانه تعالى قال «مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ» و لم يقل من آدم من ظهره، و معنى الآية أن اللّه تعالى يخلق تدريجا في كل زمان من ظهور الاباء أبناءهم و يعطيهم من العقل و الادراك ما يلتفت به الى وجوده، فان الجنين اذا بلغ مبلغا يدرك نفسه و خرج عن رتبة النباتية الى الحيوانية و له عقل هيولانى في اصطلاح الحكماء جعله اللّه مستعدا لان ينظر في آثار صنعه و يعرف الصانع صدق عليه قوله تعالى «أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ» فالحق مع المفيد و السيد المرتضى و من تبعهما في تفسير الآية. و هاهنا اشكالات اخرى ذكرها الفخر الرازى في تفسيره و هى تشبه أحاديث المجانين يتعجب من صدورها من مثله لا نطيل الكلام بنقلها و لعلنا نشير إليه في موضع آخر أليق ان شاء اللّه تعالى. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست