4- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): الرفق يمن و الخرق شوم.
[الحديث الخامس]
5- عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ رفيق يحبّ الرّفق و يعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف.
[الحديث السادس]
6- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ الرّفق لم يوضع على شيء إلّا زانه
(1) اليمن البركة يقال يمن الرجل على قومه و لقومه بالبناء للمفعول فهو ميمون و يمنه اللّه بيمنه يمنا من باب قتل اذا جعله مباركا، و الخرق بالضم و السكون، اسم ضد الرفق يقال خرق خرقا اذا عمل شيئا فلم يرفق فيه فهو أخرق و الانثى خرقاء مثل أحمر و حمراء و قد يفسر الخرق بالجهل لانه ينشأ منه و الشوم ضد اليمن و رجل مشوم أى شرير غير مبارك، و انما كان الرفق يمنا لانه منشأ لصحة النظام و سبب للخيرات و كل ذلك مبارك و الخرق عكس ذلك فهو غير مبارك.
قوله: (و يعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف)
(2) أى يعطى على الرفق فى الدنيا من الثناء الجميل و فى الآخرة من الثواب الجزيل [2] ما لا يعطى على العنف الجائز فاذا كان أمر يسوغ الشرع أن يوصل إليه بالرفق و العنف فسلوك طريق الرفق أولى لما يحصل من الثناء على صاحبه و غير ذلك من منافعه التى لا تحصى.
قوله: (أن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه و لا نزع من شيء الا شأنه)
(3) زانه من باب
[1] «و الخرق شوم» الخرق أيضا طيش و غضب و تسرع الى الشر و هى من لوازم القوة الواهمة و ادراك مصاديق المعانى الجزئية و هى جسمانية بدليل أن غير العاقل يسترسل فيما يقتضيه هذه الحالات قهرا جبرا و قلنا أن الجسمانيات تترتب على أسبابها قهرا و لو كان العقل أيضا جسمانيا كان ترتب مقتضاه أيضا قهريا. (ش)
[2] قوله «و فى الآخرة من الثواب الجزيل» أصل الرفق ملكة تبقى مع بقاء النفس و هكذا كل ملكة لا يتوقف على آلة جسمانية مثلا ملكة الكتابة و النطق باليد و اللسان لا تبقى عند زوال اليد و اللسان و أما ملكة الايمان و التقوى من صفات النفس لا باعتبار تعلقها فتبقى معها لعدم توقفها على الآلات البدنية و سيجيء ان شاء اللّه اثبات بقاء النفس المجردة بملكاتها فى موضع أليق. (ش)