محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ لكلّ شيء قفلا و قفل الإيمان الرّفق.
[الحديث الثاني]
2- و بإسناده قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من قسم له الرّفق قسم له الإيمان.
[الحديث الثالث]
3- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن يحيى الأزرق، عن حمّاد بن بشير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى رفيق يحبّ الرّفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم و مضادّتهم لهواهم و قلوبهم، و من رفقه بهم أنّه
قوله: (ان لكل شيء قفلا)
(1) أى حافظا له مانعا من ورود أمر فاسد عليه و خروج أمر صالح عنه من باب الاستعارة و تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الايضاح.
(و قفل الايمان الرفق)
(2) و هو لين الجانب و الرأفة و ترك العنف و الجفاوة فى الافعال و الاقوال على الخلق فى جميع الاحوال سواء صدر منهم بالنسبة إليه خلاف الآداب او لم يصدر و فيه تشبيه الايمان بالجوهر و القلب بخزانته و الرفق بالقفل لانه يحفظه عن زواله منه و خروجه عنه و طريان مفاسده عليه.
قوله: (ان اللّه تعالى رفيق يحب الرفق)
(3) [1] ثبت اطلاق الرفيق على اللّه تعالى من طرق العامة أيضا روى مسلم عن النبي (ص) أنه قال «اللّه رفيق يحب الرفق، و يعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف» قال القرطبى: الرفيق هو الكثير الرفق و الرفق يجيء بمعنى التسهيل و هو ضد العنف و التشديد و التعصيب و بمعنى الارفاق و هو اعطاء ما يرتفق به و بمعنى التأنى و عدم العجلة و صحت نسبة هذه المعانى الى اللّه سبحانه لانه المسهل و المعطى و غير المعجل فى عقوبة العصاة.
اقول للرفق معنى آخر يصح له تعالى أيضا و هو احكام العمل، قال فى المصباح رفقت العمل من باب قتل أحكمته و معنى يحب الرفق انه يامر به و يحض عليه و يريد صدوره منهم و يثيبهم له و لما أشار اجمالا الى أنه تعالى رفيق أشار الى بعض جزئيات رفقه.
(فقال فمن رفقه بعباده تسليله اضغانهم)
(4) السل و التسليل اخراج الشيء برفق تقول
[1] قوله «ان اللّه تعالى رفيق يحب الرفق» يدل على أن ملاك حسن الاخلاق و فضائل الملكات وجود مثلها أو ما يناسبها فى صفات اللّه تعالى مثلا اللّه كريم يحب الكرم فالكرم من الملكات الفاضلة و حليم يحب الحلم، و الجود حسن لان اللّه جواد، و السخاء حسنة و ان لم يوصف اللّه تعالى بالسخاء لكن وصف بما يناسبها و الشجاعة حسنة و لا يقال له تعالى شجاع لكن يتصف بعدم الخوف و هذا معنى ما قيل تخلقوا باخلاق اللّه تعالى و بالجملة هو الموجود الكامل الجامع لجميع الكمالات المنزه من جميع النقائص، و تحصيل كل كمال تشبه بالخالق تعالى و ما يسلب عنه كالجسمية و المحسوسية و المكان و الزمان و التركيب و أمثال ذلك من صفات النقص و يجب الترفع عنها على الانسان بقدر استطاعته و هو معنى التقرب الى اللّه و جعله غاية للعبادات. (ش)