responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 324

فالحقوا بالبيت الرّفيع، قال: ثمّ قال: من كفّ يده عن الناس فإنّما يكفّ عنهم يدا واحدة و يكفّون عنه أيدي كثيرة.

(باب الرفق)

[الحديث الأول]

1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عمّن ذكره، عن


الكوفيين قطع لانه جمع يمين عندهم و قد يختصر منه فيقال و ايم اللّه بحذف النون و فيها لغات كثيرة و تفتح همزتها و تكسر ثم اختصر ثانيا فقيل م اللّه بضم الميم و كسرها و قيل ايم اللّه اسم برأسه موضوع للقسم. و لما ذكر حال هؤلاء اشار الى حال من اتصف بالمداراة

بقوله: (و ان قوما من قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع)

(1) و هو بيت الشرف و المجد و الطاعة و التقوى و منه قوله (ص) «سلمان منا أهل البيت» و محال ان يريد به بيت النسب لانه منزه عن الكذب، و قوله اتبعونى تكونوا بيوتا أى تشرفوا و ذلك لان البيت فى عرف اللغة يعبر به عن الشرف و المجد كما يقال البيت فى بنى فلان أى الشرف و المجد فيهم، و الى جميع ما ذكر أشار أمير- المؤمنين (ع) بقوله «رب بعيد أقرب من قريب و قريب أبعد من بعيد» ثم قال

(من كف يده عن الناس فانما يكف عنهم يد واحدة و يكفون عنه ايدى كثيرة)

(2) هذا مثل ما قال أمير المؤمنين (ع) «و من يقبض يده عن عشيرته فانما تقبض منه عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنه ايدى كثيرة و من تلن حاشيته يعنى جانبه يستدم من قومه المودة» قال السيد رضى الدين رضى اللّه عنه و ما أحسن هذا المعنى الّذي اراده (ع) بقوله: «يقبض يده عن عشيرته- الى تمام الكلام- فان الممسك خيره عن عشيرته انما يمسك نفع يد واحدة فاذا احتاج الى نصرتهم و اضطر الى مرافدتهم و معاونتهم قعدوا عن نصره و تثاقلوا عن صوته و استغاثته فمنع ترافد الايدى الكثيرة و تناهض الاقدام الجمة. و قال بعض الافاضل تقريره ان الانسان لما كان انتفاعه بالايدى الكثيرة أتم و أولى بصلاح حاله من النفع الحاصل له بقبض يده عن النفع بها وجب عليه أن يستجلب بمديده بالنفع مد الايدى الكثيرة الى نفعه و الا لكان بسبب طلبه لنفع ما من امساك يده الواحدة عنهم المستلزم لامساك أيديهم الكثيرة عنه مضيعا على نفسه منافع عظيمة فيكون بحسب قصده لنفع ما مضيعا لما هو أعظم فيكون مناقضا لغرضه، و ذلك جهل و سفه، و قوله «و من تلن» من تمام تأديب الاغنياء بما يعود إليهم نفعه من التواضع و و لين الجانب للخلق فاستدرجهم الى التواضع بذكر ثمرته اللازمة عنه التى هى مطلوبة لكل عاقل و هى استدامة مودة الناس المستلزمة لنفعهم و لعدم مضرتهم المستلزمين لصلاح المتواضع فيما يقصده و بمثل ذلك أدب اللّه تعالى نبيه (ص) حيث قال: «وَ اخْفِضْ جَنٰاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» و ظاهر أن غايته المذكورة و ثمرته المطلوبة لا تحصل عند جفاوة الخلق و التكبر كما أشار إليه تعالى بقوله «وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست