11- حميد بن زياد، عن الخشّاب، عن ابن بقّاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان المسيح (عليه السلام) يقول: لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللّه، فإنّ الّذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم و لكن لا يعلمون.
[الحديث الثاني عشر]
12- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن أبي جميلة عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: ما من يوم إلّا و كلّ عضو من أعضاء الجسد يكفّر اللّسان يقول: نشدتك اللّه أن نعذّب فيك.
[الحديث الثالث عشر]
13- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن إبراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال: إنّ لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح فيقول: كيف أصبحتم؟
فيقولون: بخير إن تركتنا، و يقولون: اللّه اللّه فينا و يناشدونه و يقولون: إنّما:
نثاب و نعاقب بك.
قوله: (فان الذين يكثرون الكلام فى غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم و لكن لا يعلمون)
(1) قساوة القلب شدته و صلابته بحيث يتأبى عن قبول الحق كالحجر الصلب يمر عليه الماء و لا يقف فيه، و فيه دلالة على أن كثرة الكلام فى الامور المباحة يوجب قساوة القلب، و اما الكلام فى الامور الباطلة فقليله كالكثير فى النهى عنه و ايجاب القساوة.
قوله: (ما من يوم الا و كل عضو من اعضاء الجسد يكفر اللسان)
(2) أى يذل و يخضع له و التكفير هو أن ينحنى الانسان و يطأطأ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه، ثم قال من باب الاستيناف يقول
(نشدتك اللّه أن نعذب فيك)
(3) نشد من باب نصر أى سألتك باللّه و احلفك به كان هذا القول بلسان المقال و يحتمل أن يكون بلسان الحال.
قوله: (ان لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه)
(4) أشرفت عليه اطلعت عليه
(فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير ان تركتنا)
(5)
زبان گفت با سر كه چونى خوشى * * * بگفتا خوشم گر تو دم دركشى
(و يقولون اللّه اللّه فينا)
(6) أى أحذر اللّه او أثق اللّه أو خف اللّه فى حقنا و أمرنا، و يناشدونه أى يخلفونه باللّه، و المناشدة قسم دادن و يقولون
(انما نثاب و نعاقب بك)
(7) الحصر اما حقيقى ادعائى أو اضافى بالنسبة الى بواقى الجوارح فكان كل جارحة تخص هذا باللسان بالنسبة الى جوارح آخر فلا يردان كل جارحة تثاب و تعاقب بعملها أيضا.