2- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، و عليّ بن النعمان، عن عمّار بن مروان، عن زيد الشحّام، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها، فإنّ عظيم الأجر لمن عظيم البلاء و ما أحبّ اللّه قوما إلّا ابتلاهم.
[الحديث الثالث]
3- عنه، عن عليّ بن النعمان، و محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) قال: اصبر على أعداء النعم، فإنّك لن تكافي من عصا اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه.
[الحديث الرابع]
4- عنه، عن محمّد بن سنان، عن ثابت مولى آل حريز، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة حزم لمن أخذ به و تحرّز
الماء كاللقمة من الطعام و هو ما يجرع مرة واحدة و الجمع جرع مثل غرفة و غرف، و تجرع الغصص مستعار منه و أصله الشرب من عجلة، و قيل الشرب قليلا قليلا و اضافة الجرعة الى الغيظ من باب لجين الماء، و الغيظ صفة للنفس عند احتدادها موجبة لتحركها نحو الانتقام، و الكلام تمثيل. لا يقال الغيظ امر جبلى لا اختيار للعبد فى حصوله فكيف يكلف برفعه لانا نقول هو مكلف بتصفية النفس على وجه لا يحركها أسباب الغيظ بسهولة و ان اثرت تلك الاسباب فيها و حصل الغيظ له فهو مكلف بتأديب الغيظ بحيث لا يغلب على العقل و الشرع و كلا الامرين مقدور له.
قوله: (ما احب اللّه قوما الا ابتلاهم)
(1) من ذلك ابتلاؤهم باذى الناس لهم و امرهم بكظم الغيظ و الصبر عليه ليزيد بذلك أجرهم.
قوله: (اصبر على اعداء النعم)
(2) و هم الظلمة الذين يفترسون الناس لانهم اعداء نعم اللّه تعالى التى أفضلها و أشرفها الايمان و مقتضاه من الاخلاق الفاضلة و الاعمال الصالحة فانك
(لن تكافى من عصا اللّه فيك)
(3) بالاذى و الاضرار و الطغيان.
(بأفضل من ان تطيع اللّه فيه)
(4) بكظم الغيظ و العفو عنه كما قال عز و جل «وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ» و فى صيغة أفضل دلالة على جواز المكافاة بشرط أن لا يتعدى كما دلت عليه الآية الكريمة و لكن العفو افضل.
قوله: (كظم الغيظ عن العدو فى دولاتهم تقية حزم لمن أخذ به)
(5) الحزم ضبط الامر و اتقانه و الحذر من فواته و اختلاله و ذلك برعاية شرائط نظامه و رفع موانع دوامه، و من جملة ذلك كظم الغيظ من العدو و عدم إرادة الانتقام منهم فى حال ظهور دولتهم لان مكافاتهم يوجب التعرض للبلاء و ايقاع النفس فى الهلكة و العناء.