[الحديث الرابع]

4- عليّ، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه تبارك و تعالى الأوّلين و الآخرين في صعيد واحد، ثمّ ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقّاهم الملائكة فيقولون: و ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنّا نصل من قطعنا و نعطي من حرمنا و نعفو عمّن ظلمنا، قال: فقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة،

[الحديث الخامس]

5- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن جهم بن الحكم المدائني، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله):

عليكم بالعفو، فانّ العفو لا يزيد العبد إلّا عزّا، فتعافوا يعزّكم اللّه.

[الحديث السادس]

6- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد القمّاط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو أفضل و أيسر من الندامة على العقوبة.

قوله: (فان العفو لا يزيد العبد الا عزا فى الدنيا)

(1) لان من عرف بالعفو ساد و عظم فى القلوب فيزيده عزة، أو فى الآخرة لانه يوجب زيادة الاجر و رفع الدرجة.

قوله: (الندامة على العفو أفضل و أيسر من الندامة على العقوبة)

(2) أما انها أيسر فلان الفعل الواقع اذا ندم عليه لا يمكن عدم ايقاعه قطعا بخلاف غير الواقع اذا ندم على عدم ايقاعه فانه يمكن ايقاعه غالبا فالتدارك فى الاول متعذر و فى الثانى ممكن، و قد تنبه بهذا بعض الملوك فقال ينبغى أن يكون عفو الملك أكثر من عقوبته لانه ان عفى فى مقام يقتضي العقوبة و أخطأ فندم عليه أمكنه أن يتدارك و يعاقب و ان عاقب فى مقام يقتضي العفو و أخطأ فندم عليها لا يمكنه التدارك. و أما انها أفضل مع أن النفس فى الندامة على العفو راجعة الى هواها و مقتضاها فى القوة الشهوية و الغضبية و فى الندامة على العقوبة راجعة الى اللّه و الى خلاف مقتضاها المطلوب شرعا و عقلا، فأما لانها تابعة للعفو الّذي هو أفضل و تابع الافضل أفضل و لا ينافيه أفضلية الندامة على العقوبة نظرا الى ذاتها ففيه ترغيب فى العفو و تنفير عن العقوبة أو لان العفو اذا ندم دل ذلك على كمال استحقاق العقوبة بخلاف المعاقب اذا ندم فانه لا يدل ذلك على كمال استحقاق العفو فللندامة على