3- الحسين بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن مصعب بن يزيد، عن العوّام ابن الزّبير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: من رقّ وجهه رقّ علمه.
[الحديث الرابع]
4- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن يحيى أخي دارم، عن معاذ بن كثير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال الحياء و الايمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه.
[الحديث الخامس]
5- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن الفضل بن كثير، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لا إيمان لمن لا حياء له.
[الحديث السادس]
6- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال:
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): الحياء حياءان: حياء عقل و حياء حمق، فحياء العقل هو العلم و حياء الحمق هو الجهل.
قوله: (من رق وجهه رق علمه)
(1) لعل المراد أن من ضعف حياؤه ضعف علمه لتوغله فى القبائح و هو يوجب نقصان العلم أو المراد أن من ضعف وجهه من السؤال فى العلم لحياء الحمق المانع منه ضعف علمه و فى هذا المعنى ما نقل من أنه قيل لبعض الحكماء: بم بلغت ما بلغت؟ قال بعدم الاستحياء من السؤال فى استكشاف الامور و حل الاشكال.
قوله: (الحياء و الايمان مقرونان فى قرن)
(2) القرن بالتحريك الحبل الّذي يشد الأسيران به و المعنى أن الحياء و الايمان مجموعان فى حبل واحد فاذا ذهب أحدهما ذهب الاخر و تبعه و فيه اشارة الى أن بينهما تلازما و الى ان الحياء ليس جزء من الايمان و لا فردا منه فلا بد من القول به أو بحمل الايمان هنا على التصديق و القول بأنه لا يستقر فى القلب بدون الحياء.
قوله: (لا ايمان لمن لا حياء له)
(3) لما عرفت من انهما مقرونان فى حبل واحد اذا ذهب أحدهما تبعه الاخر، و ان اريد بالايمان الايمان الكامل و جعل الحياء جزءا منه فالوجه ظاهر.
قوله: (الحياء حياءان- الخ)
(4) قد ذكرنا فى أول الكتاب أن انقباض النفس عن فعل الخير حياء مجازا كاستحياء المرأة عن تعلم مسائل الحيض و أحكام غسل الجنابة مثلا و ان تقسيم الحياء إليه و هو حياء الحمق و الى حياء العقل الموجب للانقباض عن القبيح لا يدل على أنه حقيقة فى كلا القسمين.