ركوع الرّجل و سجوده، فإنّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك و لكن انظروا إلى صدق حديثه و أداء أمانته.

(باب الحياء)

[الحديث الأول]

1- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنّة.

[الحديث الثاني]

2- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): الحياء و العفاف و العيّ- أعني عيّ اللّسان لا عيّ القلب- من الايمان.

قوله: (لا تنظروا الى طول ركوع الرجل و سجوده)

(1) اريد بطولهما الحقيقة أو كثرة الصلاة و تخصيصهما بالذكر من بين الاعمال البدنية على سبيل التمثيل أو للتنبيه على أنهما مع زيادة الفضيلة اذا لم يعتدا فغيرهما أولى بعدم الاعتداد.

قوله: (الحياء من الايمان)

(2) الحياء وصف للنفس يوجب انقباضها عن القبيح و انزجارها عن خلاف الآداب خوفا من اللوم و انما جعل كالبعض من الايمان لمناسبة له فى أنه يمنع من المعاصى كالايمان أو لان المراد بالايمان الايمان الكامل المعتبر فيه الاعمال و الحياء لكونه داعيا الى فعل المأمورات و ترك المنهيات جزء منه، و بعبارة اخرى الايمان تصديق و اقرار و ايتمار بالمأمور به و انتهاء عن المنهى عنه فاذا حصل الايتمار و الانتهاء بالحياء كان الحياء بعض الايمان و جزءا منه أو المراد أن الحياء من شيم أهل الايمان و مكارم أخلاقه و محاسنه التى ينبغى التخلق بها.

قوله: (أعنى عى اللسان لا عيّ القلب)

(3) العى بالكسر يطلق على معنيين أحدهما داء فى اللسان و هو لكنة و فهاهة توجب العجز عن البيان و الافصاح بمراد الانسان، و ثانيهما داء فى القلب يوجب العجز عن ادراك الحق و ابصار المعقولات فأشار (ع) الى أنه ليس المراد به المعنى الثانى الّذي ينقص الايمان به نقصانا فاحشا بل المراد به المعنى الاول الّذي يوجب نقصان الدنيا و زيادة الآخرة و الايمان و المعنى أن الحياء الّذي يوجب مراقبته تعالى و مراعاة اوامره و نواهيه و آدابه و العفاف عن كثير الدنيا أو عن المعاصى أو عن السؤال و عن اللسان و هو قصوره عن البيان أو حفظه عن التكثر فيه و التناول للاقوال الباطلة و المباحة، من الايمان أى من قبله فى المنع عن القبائح أو من أفراده أو من أجزائه أو من شيم أهله و محاسنه التى ينبغى التخلق بها.