2- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
ثلاث من أتى اللّه بواحدة منهنّ أوجب اللّه له الجنّة: الإنفاق من اقتار و البشر لجميع العالم و الانصاف من نفسه.
[الحديث الثالث]
3- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) رجل فقال: يا رسول اللّه أوصني فكان فيما أوصاه أن قال: ألق أخاك بوجه منبسط.
[الحديث الرابع]
4- عنه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
قلت له: ما حدّ حسن الخلق؟ قال: تلين جناحك و تطيب كلامك و تلقى أخاك ببشر حسن.
[الحديث الخامس]
5- عنه، عن أبيه، عن حمّاد، عن ربعي، عن فضيل قال: صنايع المعروف و حسن البشر يكسبان المحبّة و يدخلان الجنّة و البخل و عبوس الوجه يبعدان من اللّه و يدخلان النار.
قوله: (الانفاق من اقتار)
(1) الاقتار و التقتير التضييق فى الرزق يقال اقتر اللّه رزقه و قتره ضيقه و قلله و ذلك بان ينقص من كفافه شيئا و يعطيه من هو أحوج منه أو من لا شيء له أو بأن ينفق مع ضيقه فيكون ترغيبا فى الايثار كالآية، (و البشر لجميع العالم)
(2) البشر بالكسر طلاقة الوجه و بشاشته و هو مطلوب اما للمؤمنين فلعلامة الايمان و لزومه و اما لغيرهم فلحفظ النفس و دفع الضرر عنها و عن المؤمنين كما قيل و دارهم ما دمت فى دارهم، (و الانصاف من نفسه)
(3) أنصفت الرجل انصافا عاملته بالعدل و القسط و الاسم النصفة بفتحتين لانك أعطيته من الحق ما تستحقه لنفسك فالمراد به التسوية بين نفسه و بين غيره و عدم رجحان نفسه عليه فى شيء مأخوذ من النصف.
قوله: (تلين جناحك)
(4) أى تواضع لخلق اللّه و قد امر اللّه به سيد المرسلين فقال «وَ اخْفِضْ جَنٰاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ» و فيه استعارة تمثيلية (و تطيب كلامك)
(5) و منه أن تسمى أخاك بأحسن أسمائه و لا تغلظ فى نصحه.
قوله: (يكسبان المحبة)
(6) أى محبته تعالى بمعنى افاضة الرحمة و الاحسان أو محبة الخلق له و يؤيد الاول قوله «و يبعد ان من اللّه» لان الظاهر أن يترتب على أحد الضدين نقيض ما يترتب على الضد الاخر.