1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل ابن صالح، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا.
[الحديث الثاني]
2- الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن عبد اللّه بن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق.
بالشكر مختص بغيرهم ممن لاحظ الاسباب و الوسائط كالاكثر لان فيه قضاء حق السبب أيضا و التعميم أولى لان الواسطة فى الخير أيضا عزيز كصاحبه و مستحق لشكر مثله و قد شكر اللّه عبده مع كمال غناء عنه فقال «نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ»* و قال «إِنَّهُ كٰانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا»*.
قوله: (ان أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا)
(1) فان الايمان الكامل لا يتحقق الا بتحقق شروق الباطن بالمعارف الالهية و العلوم الربانية و الفضائل النفسانية و اشتغال الظواهر بالاعمال الحسنة المرضية، و ذلك يتفاوت بحسب تفاوت الجذبات الربوبية فمن كان ذلك الشروق و العلوم و الاشتغال و الفضائل فيه أتم كان ايمانه أكمل و ظاهر أن جملة تلك الفضائل هى حسن الخلق و هو انما يحصل من الاعتدال بين الافراط و التفريط فى القوة العقلية و الشهوية و القوة الغضبية و يعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل و التودد و الصلة و الصدق و اللطف و المبرة و حسن الصحبة و العشرة و المراعاة و المواساة و الرفق و الحلم و الصبر و الاحتمال لهم و الاشفاق عليهم، و بالجملة حسن الخلق تابع لاستقامة جميع الاعضاء الظاهرة و الباطنة و حالة نفسانية يتوقف حصولها على اشتباك الاخلاق النفسانية و اشتباك بعضها ببعض، و من ثم قيل هو حسن الصورة الباطنة التى هى صورة الناطقة كما أن حسن الخلق حسن الصورة الظاهرة و تناسب الاجزاء من الانف و العين و الحاجب و الفهم و غيرها الا أن حسن هذه الصورة الظاهرة ليس بقدرتنا و اختيارنا بخلاف حسن الصورة الباطنة فانه من فيض الحق و قد يكون مكتسبا و لهذا تكررت الاحاديث على الحث به و بتحصيله فى مواضع عديدة.
قوله: (ما يوضع فى ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق)
(2) دل على أن الثواب و العقاب يتعلقان به كما يتعلقان بالاعمال الظاهرة بل قيل تعلقهما به أكثر من تعلقهما بهما و على أن الاخلاق توزن يوم القيامة، و لعل المراد انها توزن بعد تجسيمها فى تلك النشأة و هو المشهور بين أهل الاسلام و عليه الروايات المتكثرة و قيل وزنها كناية عن التسوية و العدل لان الاعراض لا يعقل وزنها، و قال الشيخ: العرض في هذه النشأة قد يتجسم في