حسن جميل، و أحسن من ذلك الصبر عند ما حرّم اللّه عزّ و جلّ عليك، و الذّكر ذكران: ذكر اللّه عزّ و جلّ عند المصيبة و أفضل من ذلك ذكر اللّه عند ما حرّم عليك، فيكون حاجزا.
[الحديث الثاني عشر]
12- أبو عليّ الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العباس بن عامر، عن العزرمي، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلّا بالقتل و التجبّر و لا الغنى إلّا بالغصب و البخل و لا المحبّة إلّا باستخراج الدّين و اتّباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزّمان فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على البغضة و هو يقدر على المحبّة و صبر على الذّلّ و هو يقدر على العزّ آتاه اللّه ثواب خمسين صدّيقا ممّن صدّق بي.
[الحديث الثالث عشر]
13- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
لمّا حضرت أبي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمّني إلى صدره و قال: يا بنيّ اوصيك
غيرهما من الاخلاق الذميمة أو فعل الجوارح كالزناء و الغيبة و أمثالهما و الصبر باعتبار المتعلق أقسام متكثرة متفاوتة، منها الصبر على الفقر بان يربط نفسه على رضاه تعالى و يرضى به و لا يقول ما يسخطه، و منها الصبر على الغنى بأن يصير على أداء الحقوق المالية و يترك البطر و الفرح على انفاق الازواج و الاولاد و الخدم من غير اقتار و لا اسراف، و منها الصبر على ما يأتى به باختياره من فعل الطاعات و ترك المنهيات بأن يذكر اللّه تعالى عند كل أمر و نهى فيأتى بما فيه رضاه. و منها الصبر على ما يرد عليه من غير اختياره أصلا كالمصائب و النوائب النازلة عليه من قبله تعالى بان يحبس نفسه عليه من غير اضطراب و لا شكاية و منها الصبر على ما يرد عليه من غير اختياره و له اختيار فى الاتيان بمثله مثل ضرب الغير و ظلمه عليه فان الاولى أن يصبر أو يعفو عنه و لا يعامله بمثله كما قال تعالى مخاطبا لنبيه (ص)«وَ اصْبِرْ عَلىٰ مٰا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا».
قوله: (و لا الغنى الا بالغصب و البخل)
(1) كان ذكر الغصب على سبيل التمثيل أو اريد به الاكتساب من غير حل فيشمل الطرق الغير المشروعة كلها و فى ذكر البخل معه اشارة الى أن أكثر الغنى محفوف بالرذيلتين الجلب بالغصب و نحوه و الحفظ بالبخل.
(و صبر على الذل و هو يقدر على العز)
(2) بنيل الملك بسبب القتل و التجبر فهو ناظر الى قوله «لا ينال الملك».