responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 27

اسأل عمّا أفعل و أنا أسأل خلقي عمّا هم فاعلون.

[الحديث الثالث]

3- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبد اللّه بن محمّد الجعفي و عقبة جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق الخلق فخلق من أحبّ ممّا أحبّ و كان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنّة و خلق من أبغض ممّا أبغض و كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال، فقلت: و أيّ شيء الظلال؟ فقال: أ لم تر إلى ظلّك في الشمس شيئا و ليس بشيء، ثمّ بعث منهم


بلا منازع و لا مدافع على وجه أحسن بحيث لو اجتمع العقلاء على أن يزيدوا أو ينقصوا طلبا لزيادة الحسن لما قدروا. و من توهم امكان الاحسن في بعض أجزاء العالم فهو غافل عن المصالح الكلية و الجزئية، و فيه تنبيه على أن له الامضاء و التغيير و التقديم و التأخير تحقيقا لمعنى المبالغة في الفعل.

قوله: (لا أسأل عما أفعل)

(1) لانه لا يفعل الا ما تقتضيه الحكمة، و الحكيم على الاطلاق لا يسأل عما يفعل بخلاف غيره فانه يسأل عما يفعل هل هو موافق للحكمة أم لا.

قوله: (ان اللّه عز و جل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب)

(2) لعل المراد بالخلق الخلق الجسمانى بقرينة السياق و محبته تعالى للعبد عبارة عن احسانه و اكرامه و افضاله و لطفه و هى تابعة لطاعة العبد اياه، ثم المحبة سبب لزيادة القرب حتى يصير العبد بحيث لا ينظر الا إليه و لا يتكل الا عليه فيصير فعله كفعله كما يدل عليه حديث التقرب بالنوافل، و سيجيء مشروحا ان شاء اللّه تعالى. و من محبته أنه اذا علم طاعة الارواح الانسانية خلق لها ابدانا من طينة الجنة ليكون ذلك معينا لها في الخيرات و هذا بداية التوفيق و الاحسان و من بغضه أنه اذا علم عصيانها خلق لها أبدانا من طينة النار و سلب عنها توفيقه فيبعثها ذلك الى المبالغة في الشرور، و هذا بداية الاضلال و الخذلان.

قوله: (أ لم تر الى ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء)

(3) شبه الظلال بظلك في الشمس و أشار الى وجه التشبيه بانه شيء باعتبار و ليس بشيء باعتبار آخر، و قد ذكرنا سابقا أن التكليف الاول وقع مرتين: مرة في عالم المجردات [1] الصرفة و هو عالم الارواح، و مرة في عالم المثال و هو


[1] قوله «في عالم المجردات الصرفة» ذكر العلامة المجلسى (ره) في مرآة العقول نحوا من عبارة الشارح و كانه مقتبس منها و هو مبنى على مذهب صدر المتألهين في تقسيم العوالم بثلاثة أقسام: الاول عالم المجردات الصرفة و هو عالم العقول و النفوس الناطقة و موجودات ذلك العالم عارية عن المواد و عن المقادير أيضا، و الثانى عالم المثال و هو مشتمل على موجودات مجردة عن المادة دون المقدار، و الثالث عالم الماديات و هو ظاهر.

و أما غير صدر المتألهين فأكثرهم على نفى العالم الاوسط. قال الصدر- (قدس سره)- اعلم أن كثيرا من أهل العلوم و المنتسبين الى الحكمة زعموا أن هذه الصور المرئية و المثل المسموعة امور مرتسمة في الحس المشترك الّذي هو قائم في الجزء المقدم من الدماغ كارتسام الاعراض في موضوعاتها و هذا كله لقصور المعرفة بعالم الملكوت و ضعف الايمان بالملائكة فان هذه الامور موجودات عينية قائمة بذواتها لا في محل و هى أقوى في الموجودية من هذه الاكوان الخارجية الا أن نشأة وجودها نشأة اخرى انتهى ملخصا. و العلامة المجلسى على أن الروح جسم لطيف و الشارح على أنه موجود مجرد صرف و ان أمكن ظهوره في عالم المثال بوجه فيصح توجه التكليف إليه و هو مجرد في الضلال و في عالم المثال أيضا و هو مجرد عن المادة لا عن المقدار و هو عالم الذر. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست