responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 254

[الحديث الثالث]

3- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ العبد المؤمن الفقير ليقول: يا ربّ ارزقني حتّى أفعل كذا و كذا من البرّ و وجوه الخير، فإذا علم اللّه عزّ و جلّ ذلك منه بصدق نيّة كتب اللّه له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله، إنّ اللّه واسع كريم.


قصده أولا هو اللّه و ثانيا العمل لانه يوصل إليه و نية الكافر و قصده غيره تعالى و عمله يوصله إليه و بهذا الاعتبار صح ما ذكر، و هذان الوجهان استفدناهما من كلام المحقق الطوسى في بعض رسائله و ان لم يكن صريحا فيهما، الخامس أن «خيرا» ليس للتفضيل و «من» تبعيضية صفة له يعنى أن نية المؤمن عمل خير من جملة أعماله و نية الكافر عمل شر من جملة أعماله و هو منقول عن السيد المرتضى و به يندفع التنافى بين هذا الحديث و بين ما روى عنه (ص) أفضل الاعمال أحمزها، و أما الوجوه السابقة فيرد على ظاهرها أن العمل أشق من النية فيكون خيرا منها بحكم هذا المروى فكيف تكون النية خيرا منه و الجواب أن العمل ليس أشق من النية بل الامر بالعكس لان النية ليست مجرد التلفظ بلفظ مخصوص و حصول معناه في القلب بل حصولها متوقف على تنزيه الظاهر و الباطن عن الرذائل كلها و توجه القلب الى المولى بالكلية و اعراضه عن جميع ما سواه و تطهير العمل عن جميع ما يوجب نقصه و فساده و لا ريب في أن النية على هذا الوجه أشق من العمل كما يدل عليه ما روى عن أمير المؤمنين (ع) «أن تصفية العمل أشد من العمل و تخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد» الحديث طويل مذكور في كتاب الروضة أخذنا منه موضع الحاجة، ثم أشار الى أن قبول العمل و رده و خيره و شره تابعة للنية بقوله «و كل عامل يعمل على نيته ان خيرا فخير و ان شرا فشر» و من طرق العامة «ان اللّه لا ينظر الى صوركم و انما ينظر الى قلوبكم» يعنى الى نياتكم من باب اطلاق المحل على الحال.

قوله: (كتب اللّه له من الاجر مثل ما يكتب له لو عمله)

(1) يمكن ان يجعل تفسيرا لما مر من ان نية المؤمن خير من عمله لان المؤمن ينوى خيرات كثيرة لا يساعده القدرة أو الزمان على فعلها فيثاب بها فيكون الثواب على النية أكثر من الثواب على العمل فتكون النية خيرا منه و هذا الوجه ينسب الى ابن دريد اللغوى كما صرح به الشيخ في الاربعين، و لعل المراد أنه يكتب له أجره مضاعفا كما يقتضيه لفظ المثل و أن أجر النية من حيث هى مثل أجر العمل من حيث هو، لا أنه مثل أجره مع النية فلا يلزم زيادة الشيء على نفسه أو الغاء العمل و اثابة المؤمن بنيته امر متفق عليه بين الامة روى مسلم باسناده عن رسول اللّه (ص) قال

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست