responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 253

[الحديث الثاني]

2- عليّ، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ: عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): نيّة المؤمن خير من عمله و نيّة الكافر شرّ من عمله، و كلّ عامل يعمل على نيّته.


أن يكون التقدير لا عمل على وجه الكمال الا بالنية، و يحتمل أن يكون لا عمل على وجه الصحة الا بها، و هذا هو الارجح لان الصحة أكثر لزوما للحقيقة من الكمال و الحمل على الاكثر أولى و لان نفى الصحة أقرب الى نفى الحقيقة، و اذا تعذر حمل اللفظ على الحقيقة وجب حمله على أقرب المجازات كما بيناه في أصول الفقه، و على هذا يفهم منه اشتراط النية في الاعمال كما ذهب إليه الاصحاب. ثم الظاهر أن لفظ العمل يشمل عمل الجوارح و القلب و تخصيصه بالاول لا وجه له و لا بد من تخصيص عمل الجوارح باخراج ما لا يحتاج الى النية كغسل الثوب و البدن و الظروف من النجاسات و تخصيص عمل القلب باخراج النية لئلا تتسلسل و فيه دلالة على أن المعتبر في ألفاظ الايمان و النكاح و غيرها من العقودات و الايقاعات النية دون الالفاظ وحدها الا ما خرج بالدليل مثل ما ثبت من أن في الحلف تعتبر نية المدعى و في الاقرار يحكم على الظاهر و لا يسمع دعوى عدم القصد.

قوله: (قال رسول اللّه (ص) نية المؤمن خير من عمله و نية الكافر شر من عمله)

(1) الحديث متفق عليه بين العامة و الخاصة و له وجوه: الاول أن نية المؤمن اعتقاد الحق و اطاعة الرب لو خلد في الدنيا و هى خير من عمله اذ ثمرتها الخلود في الجنة بخلاف عمله فانه لا يوجب الخلود فيها و نية الكافر اعتقاد الباطل و معصية الرب لو خلد فيها و هى شر من عمله اذ ثمرتها الخلود في النار بخلاف عمله يدل على هذا الوجه حديث آخر هذا الباب. و اضافه الى المؤمن و الكافر فان الوصف مشعر بالعلية. الثانى أن المؤمن ينوى خيرات كثيرة خارجة عن قدرته و هو يثاب بها بدون عمل فنيته بهذا الاعتبار خير من عمله لان ثوابها أكثر من ثوابه كما يدل عليه الخبر الآتي و الكافر ينوى شرورا كثيرة لا يقدر على العمل بها فنيته شر من عمله و لا ينافى ذلك ما روى من «أن العبد اذا هم بشر لم يكتب عليه شيء حتى يعمل» لان كون النية شرا لا ينافيه عدم كتب المنوى و عدم العقوبة به على سبيل التفضيل على أن أكثر العامة و المتكلمين و المحدثين و منهم القاضى البيضاوى ذهبوا الى أنه يؤاخذ بهم سيئة اذا بلغ مرتبة العزم و التصميم و توطين النفس على الفعل لكن بسيئة العزم و التوطين لانها معصية لا بسيئة المعزوم عليه لانه لم يفعله فان فعله كتبت سيئة ثانية، الثالث أن النية روح العمل و العمل بمثابة البدن لها فخيرية العمل و شريته تابعتان لخيرية النية و شريتها كما أن شرافة البدن و خباثته تابعتان لشرافة الروح و خباثته فبهذا الاعتبار نية المؤمن خير من عمله و نية الكافر شر من عمله، الرابع أن نية المؤمن و

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست