5- ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد- اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراًقال: أما و اللّه إن كانت أعمالهم أشدّ بياضا من القباطي و لكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه.
[الحديث السادس]
6- عليّ، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): من ترك معصية للّه مخافة اللّه تبارك و تعالى أرضاه اللّه يوم القيامة.
(باب أداء الفرائض)
[الحديث الأول]
1- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليهما) من عمل بما افترض اللّه عليه فهو خير الناس.
(1) أى عمدنا و قصدنا الى ما عملوا من عمل كقرى الضيف و صلة الرحم و اغاثة الملهوف و اعانة المظلوم و غيرها فجعلناه هباء منثورا فلم يبق له أثر، و الهباء غبار يرى في شعاع الشمس الطالع من الكوة من الهبو و هو الغبار و فيه دلالة على حبط الاعمال بالفسق سواء كان كفرا أم غيره، و خصه بعض المفسرين بالكفر و هو على تقدير الكفر ظاهر اذ لا عبرة بالفرع بعد فقد الاصل و هو الايمان و أما على تقدير غيره فلعل المراد به حبط ما يساويه مع بقاء الزائد، و في هذا المقام كلام طويل [1] مذكور في موضعه، و القباطى جمع القبطية بالكسر و هى ثياب بيض رقاق تتخذ من كتان بمصر، و في تشبيه أعمالهم بها تنبيه على أن رد أعمالهم ليس من أجل فسادها في نفسها بل لاجل ارتكابهم للحرام سواء كان حق اللّه تعالى أو حق الناس و لعل ذلك فيمن أخذه عادة. و اللّه أعلم.
قوله: (من ترك معصية للّه)
(2) المعصية تشتمل ترك الواجبات و فعل المنهيات و لم يذكر ما أرضاه اللّه به لان عقل البشر لا يصل الى كنه حقيقته و رضوان من اللّه أكبر.
قوله: (من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من خير الناس)
(3) الظاهر أن لفظ «ما» شامل
[1] قوله «و في هذا المقام كلام طويل» و هو الاختلاف المشهور في الاحباط بيننا و بين المعتزلة و مذهبنا عدم الاحباط و يأول كل ما يوهم منه خلافه على عدم كون العمل المحبط ثوابه صحيحا في الاصل لا أنه صحيح يستحق به الثواب و يرتفع بالفسق فان عدم ايصال الثواب المستحق الى صاحب العمل ظلم و كلام الشارح مشتبه و الحق واضح. (ش)