قال: كنت عند أبي عبد اللّه (عليه السلام) فدخل عيسى بن عبد اللّه القمّي فرحّب به و قرّب من مجلسه، ثمّ قال: يا عيسى بن عبد اللّه ليس منّا- و لا كرامة- من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون و كان في ذلك المصر أحد أورع منه.
[الحديث الحادي عشر]
11- عنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) أوصني، قال: اوصيك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد و اعلم أنّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.
[الحديث الثاني عشر]
12- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أعينونا بالورع، فإنّه من لقى اللّه عزّ و جلّ منكم بالورع كان له عند اللّه فرجا، و إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاًفمنّا النبيّ و منّا الصدّيق و الشهداء و الصالحون.
[الحديث الثالث عشر]
13- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام)
قوله: (فرحب به)
(1) رحب بالتشديد أى قال مرحبا أى أتيت أو نزلت مكانا واسعا من الرحب بالضم السعة و بالفتح الواسع و هذا يقال للتعظيم و التكريم.
(ليس منا و لا كرامة)
(2) أى ليس منا أهل البيت أو ليس من خلص شيعتنا و لعل المراد بالكرامة هى الكون في دار المقامة مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين كما يظهر من الخبر الآتي أو دخول الجنة و الفوز بنعيمها بغير حساب.
(و كان في ذلك المصر أحد أورع منه)
(3) قيل أراد بالاحد غير الشيعة من أهل الخلاف، و التعميم محتمل، فيه حث بليغ لكل أحد على تحصيل نهاية الورع و اللّه ولى التوفيق.
قوله: (أعينونا بالورع)
(4) الائمة (عليهم السلام) يتكفلون نجاة الشيعة بالشفاعة و كلما كان ذنوبهم أقل و ورعهم أشد و أكمل كانت التنجية و الشفاعة عليهم أسهل فلذلك قال (ع) أعينونا بالورع.
(كان له عند اللّه فرجا)
(5) فرجا في النسخ التى رأيناها بالجيم و النصب و الحاء محتمل و هو خبر كان و اسمه ضمير يعود الى اللقاء أو الورع (مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ)*
(6) لا ريب في أن اطاعتهما لا تتحقق بدون الورع و بذلك ينم الاستشهاد.