3- أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن سالم؛ و أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، جميعا عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال لي: يا جابر أ يكتفي من انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت، فو اللّه ما شيعتنا إلّا من اتّقى اللّه و أطاعه و ما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع و التخشّع
(فانه لا يدرك ما عند اللّه)
(1) عن الثواب الجزيل و الاجر الجميل و الرزق الحلال.
(الا بطاعته)
(2) في الاوامر و النواهى، فكما أن من سلك سبيل المعصية ضل عن سبيل الجنة و استحق العقاب و حرم عن الثواب. فكذلك من طلب الرزق من غير حله حرم عما عنده تعالى من الرزق الحلال و استحق العقاب بكسب الحرام كما روى عن النبي (ص) من «أن اللّه تعالى قسم الارزاق بين خلقه حلالا و لم يقسمها حراما فمن اتقى اللّه و صبر أتاه رزقه من حله، و من هتك حجاب اللّه عز و جل و اخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال و حوسب عليه يوم القيامة» و اعلم أن الرزق عند المعتزلة كل ما صح الانتفاع به بالتغذى و غيره و ليس الحرام عندهم رزقا، و هذا الحديث يدل عليه، و عند الاشاعرة كل ما ينتفع به ذو- حياة بالتغذى و غيره و ان كان حراما و خص بعضهم بالاغذية و الاشربة و للطرفين دلائل و مؤيدات تركناها تحرزا من الاطناب.
قوله: (فو اللّه ما شيعتنا الا من اتقى اللّه و أطاعه)
(3) لعل المراد بالتقوى الامتثال بالزواجر و بالطاعة الامتثال بالاوامر و يحتمل أن يراد بالتقوى تقوى القلوب و هى تخليته عما يفسده و تحليته بما يصلحه، و بالطاعة طاعة الظواهر بترك المنهيات و فعل المأمورات
(و ما كانوا يعرفون يا جابر)
(4) في عهد الائمة الماضين (عليهم السلام).
(الا بالتواضع و التخشع)
(5) المراد بالتواضع التذلل للّه عند أوامره و نواهيه و تقلد العبودية بمعرفة عجزه بين يديه، و كمال افتقاره إليه، و لعباده المؤمنين تعظيمهم و اجلالهم و تكريمهم و اظهار حبهم و الميل الى مجالستهم و مواكلتهم و لين القول عندهم و حسن المعاشرة معهم و الابتداء بسلامهم و الرفق بذوى حاجاتهم و الاقدام الى قضاء حوائجهم و المبادرة الى خدمتهم و غير ذلك مما يدل على ضعته عندهم و عدم تكبره عليهم، و المراد بالخشوع التذلل للّه مع الخوف منه كما صرح به بعض المحققين، ثم قال و بذلك فسر في قوله تعالى الَّذِينَ هُمْ فِي صَلٰاتِهِمْ خٰاشِعُونَ و قال صاحب المصباح: خضع لغريمه خضوعا ذل و استكان و الخضوع قريب من الخشوع الا أن الخشوع أكثر ما يستعمل في الصوت و الخضوع في الاعناق، أقول:
ثم شاع وصف القلب و الجوارح به كما روى عن النبي (ص) «أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في