responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 221

(باب الاعتراف بالتقصير)

[الحديث الأول]

1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سعد ابن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قال لبضع ولده: يا بنيّ عليك


كان ذلك خروجا عن التوسط بالافراط و التفريط المذمومين عقلا و نقلا و يشير إليه أيضا قول أمير المؤمنين (ع) «العبد انما يكون حسن ظنه بربه على قدر خوفه من ربه و ان أحسن الناس ظنا باللّه أشدهم خوفا للّه» و مراده (ع) في قوله على قدر خوفه من ربه على قدر خوفه من عذاب ربه لاجل ذنبه فلا ينافى هذا الخبر، و بالجملة المستفاد من هذين الخبرين ان حسن الظن و الخوف متلازمان لانهما معلولا علة واحدة و هى معرفة اللّه سبحانه الا أن كل واحد منهما يستند الى صنف من المعرفة و نوع من الاعتبار يكون هو مبدؤه، أما حسن الظن يعنى الرجاء فان العبد اذا عرف ربه و لاحظ غناه عن العالمين و عن طاعتهم بحيث لا يزيد ذلك في ملكه مثقال ذرة و اعتبر جميع أسباب نعمه عليهم ظاهرة و باطنة جلية و خفية مما هو ضرورى لهم كآلات التغذية و التنمية و نحوهما مما لا يحصى و ما لهم حاجة ما كالاظفار و نحوها و ما هو غير ضرورى و لكن زينة لهم كتقوس الحاجبين و اختلاف ألوان العينين و غيرهما و تفكر في صفات رحمته و لطفه و احسانه و إنعامه و في أن العناية الالهية اذا لم ترض ان يفوتهم تلك النعماء و المزايا في الحاجة و الزينة كيف ترضى بسياقهم الى الهلاك الابدى بعد معرفته و توحيده و الاخلاص في عبادته، يحصل له بعد تلك الاعتبارات و الملاحظات حسن الظن به و الرجاء الى رحمته و عفوه و أما الخوف فانه اذا عرف اللّه تعالى و لاحظ صفات جلاله و عظمته و تعاليه و سطوته و استغناءه عن الخلق أجمعين و أنه لو أهلك العالمين لم يبال و لم يمنعه مانع و لم يسأله سائل و تفكر في سخطه و غضبه و عظم رزية مخالفته و معصية في اخراجه آدم من الجنة بسبب المخالفة السهلة مع كمال عزته و نشوه بين الملائكة و سجوده له و اخراج الشيطان من رحمته بسبب مخالفة أمر واحد من أوامره و تكبره على آدم و تفكره في الامم الماضية و كيفية أخذهم و اهلاكهم بسبب المعصية فمنهم من أهلكم بالصيحة و منهم من أغرقهم و منهم من خسف بهم الارض و منهم من مسخهم الى غير ذلك من أنواع العذاب، يحصل له بتلك الاعتبارات و الملاحظات خوف و خشية و احتراق و ذبول و ذلة و انكسار. ثم ان الخوف لا يسمى خوفا الا بعد أن يفيض أثره على الاعضاء الباطنة فيمنعها عن الرذائل كالكبر و الحسد و الحقد و البخل و سوء الخلق و غيرها، و على الاعضاء الظاهرة فيكفها عن المعاصى كما أن الرجاء لا يسمى رجاء حتى يوجب ميل الباطن الى الاخلاق الفاضلة و ميل الظاهر الى الاعمال الصالحة فالجمع بينهما يوجب استقامة الظاهر و الباطن و الصبر عند المعصية و الطاعة.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست