responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 21

[الحديث الثاني]

2- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عن الحسن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إنّ اللّه عزّ و جلّ لمّا أخرج ذرّيّة آدم (عليه السلام) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبيّة له و بالنبوّة لكلّ نبيّ فكان أوّل من أخذ له عليهم الميثاق بنبوّته محمّد ابن عبد اللّه (صلى اللّه عليه و آله) ثمّ قال اللّه عزّ و جلّ لآدم: انظر ما ذا ترى، قال: فنظر آدم إلى ذرّيّته و هم ذرّ قد ملئوا السماء، قال آدم (عليه السلام): يا ربّ ما أكثر ذرّيّتي! و لأمر ما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال اللّه عزّ و جلّ: يَعْبُدُونَنِي لٰا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً و يؤمنون برسلي و يتّبعونهم، قال آدم (عليه السلام): يا ربّ فمالي أرى بعض الذّر أعظم من بعض و بعضهم له نور كثير و بعضهم له نور قليل أو


قوله: (يا رب ما أكثر ذريتى و لأمر ما)

(1) تعجب في كثرتهم مع خفاء سببها و «ما» في «أمر ما» صفة أى لامر أى أمر خلقتهم.

قوله: (قال آدم يا رب فما لى أرى بعض الذر أعظم من بعض)

(2) أى أعظم مقدارا و أعظم قدرا و رتبة فقوله «و بعضهم له نور الى آخره» على الاول كالتأسيس و على الثانى كالتأكيد و مجمل ما في هذا الخبر أن آدم (ع) لما رأى اختلاف ذريته في غاية الكمال بحيث لا يكاد يشترك اثنان منهم في حال من الاحوال و لم يعلم سبب ذلك الاختلاف سأل عن سببه فأجابه عز شأنه بأنه خلقهم كذلك لاجل الابتلاء، ثم عاد (ع) بأن خلقهم كذلك يوجب بينهم التنافر و التباعد و التباغض و التحاسد، و أن اتحادهم في جميع الاحوال يوجب رفع هذه المفاسد و تحقق نظامهم، و السؤال الاول نشأ من روحه القدسية الالهية الناظرة في حقائق الاشياء و صفاتها و منافعها و مضارها، و السؤال الثانى تكلف نشأ من قواه الجسمانية و مواده الطبيعية بتوهمات داثرة و خيالات باطلة، اذ التساوى في الغنى و الفقر أو اللون أو المقدار أو الشكل أو العمر مثلا لا يوجب رفع المفاسد المذكورة بل يوجب رفع الحكمة و التكليف و الابتلاء و ذلك نقص في العلم و التقدير و التدبير في ايجاد هذا النوع و ابتلائهم اذ الابتلاء في صورة الاختلاف أشد و أعظم و الامتثال بالتكليف حينئذ أرفع و أفخم و الثواب المترتب عليهما أجل و أتم ألا يرى أن صبر الفقير على الفقر مع مشاهدة الغنى في غيره أعظم من صبره مع مشاهدة الفقر في جميع بنى نوعه و لذلك قيل «اذا عمت البلية طابت» و ان ابتلاء الغنى بالشكر مع تحقق الفقر في غيره أعظم من ابتلائه مع تحقق الغنى في جميع بنى نوعه أذله على الشكر في الصورة الاولى بواعث شتى و قس عليه جميع الاحوال المتقابلة.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست