responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 176

[الحديث الثالث]

3- عنه، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن إسماعيل بن عبّاد قال بكر: و أظنّني قد سمعته من إسماعيل، عن عبد اللّه بن بكير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّا لنحبّ من كان عاقلا، فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا صدوقا، وفيّا


التنازع و ان توهم زيادة لفظ بعد أو زاد.

قوله: (انا لنحب من كان عاقلا)

(1) له جوهر مجرد [1] نورانى يدرك به المعقولات و المنقولات و يميز بين الحق و الباطل و الهادى و المفضل

(فهما)

(2) الفهم من صفات العاقل و هو جودة تهيؤ الذهن لقبول ما يرد عليه من الحق و به ينتقل من المبادى الى المطالب بسرعة.

(فقيها)

(3) الفقه العلم بالاحكام من الحلال و الحرام و بالاخلاق و آفات النفوس [2] و موانع


[1] قوله «له جوهر مجرد» جرى على اصطلاح الحكماء فان العقل عندهم يطلق على العقل النظرى و العقل العملى، و هما مما امتاز به الانسان من سائر الحيوانات. فانها تشترك مع الانسان في الحس، و يمتاز الانسان عنها بشيئين: الاول بأنه يدرك الحسن و القبح في الافعال و يحكم بأن بعض الاعمال حسن و بعضها قبيح، و لا يدرك الحيوان شيئا من ذلك البتة، و لذلك كلف الانسان بتكاليف و صار مسئولا عن أفعاله «إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» و هذا يسمى العقل العملى و هو الّذي أنكره الاشاعرة. و الثانى أنه يدرك الكليات و المعانى العامة.

و لا يدركها الحيوانات و الدليل عليه أنه يتكلم، و أكثر كلماته كليات يدرك معناها و يحكى عنها و لا يقدر على ذلك الحيوانات الاخر. فالحيوان يتوجع و يعرض له الالم و يحس به و يخاف من عدوه، و يحصل له الباعث على الفرار، و يجب أولاده و يحفظها من الافات حتى تكبر و تستغنى عن الام، و لكن لا يقدر على لفظ يحكى به عن معنى الالم و الخوف و الحب لانه لم يدرك معنى عاما يشمل أفراد كل منها، و انما يحصل لها مصاديق هذه المعانى كما يحصل للطفل الصغير قبل أن يتكلم، و لذلك عبر عن ادراك الكلى بالنطق، و بالجملة أشار الشارح بقوله «يدرك به المعقولات» الى العقل النظرى، و بقوله «يميز بين الحق و الباطل» الى العقل العملى و كلاهما حاصل للانسان بسبب تجرده عن المادة ذاتا و ان تعلق بها فعلا و لا ريب أن الاختيار من لوازم النفس المجردة و الطبيعة مقهورة مجبورة في أفعالها لا سبيل لها الى التخلف عما أودع فيها، و الانسان لكونه مختارا غير مجبور لا بد أن يكون له قوة يرجح بها ما ينبغى أن يفعله و يميز ما يجب أن يتركه و هو العقل العملى، و لكونه مستعدا لاستنباط المجهولات من المعلومات ان يكون له عقل نظرى يدرك به الكليات اذ الجزئى لا يكون كاسبا و لا مكتسبا. (ش)

[2] قوله «و بالاخلاق و آفات النفوس» جرى على اصطلاح الائمة (عليهم السلام) في تعريف الفقه. فان الفقه عندهم (عليهم السلام) كان يشمل علم الاخلاق و غيره. و لكن المتأخرين رضى اللّه عنهم خصصوا الفقه بالاحكام الظاهرية و ميزوا بينه و بين علم الاخلاق و لا مشاحة في الاصطلاح. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست