responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 172

يدعو إلى البرّ و العمل به.

(باب المكارم)

[الحديث الأول]

1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطيّة، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: المكارم عشر


خيره و شره و منافعه و مضاره و كل قلب لا فكر فيه فهو مظلم لا يرى الى البر دليلا و لا الى العمل سبيلا، و من التفكر أن يتفكر لاى شيء خلق و من أين جاء و الى أين يقصد و لاى شيء أنزل في هذا المنزل، و فيها سعادته و شقاوته فان هذا التفكر أشد جاذب له الى البر و العمل به، و منه أن يتفكر في قوله تعالى: أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنٰا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنّٰاهُمْ فِي الْأَرْضِ مٰا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ- الآية الى غيرها من الآيات الدالة على الترغيب في التفكر فان التفكر فيها أقوى زاجر له عن الدنيا و أكمل داع الى البر و العمل به للآخرة إذ من تفكر في أحوال الماضين من الرعايا و السلاطين و أعمالهم و أخبارهم و آثارهم و تفكر في أنهم بنوا ما لم يسكنوا و جمعوا ما لم يأكلوا و سعوا فيما لم ينتفعوا و في أنهم كم تركوا من جنات و عيون و زروع و مقام كريم و نعمة كانوا فيها فاكهين تبرد الدنيا و ما فيها عنده، و اشرق قلبه بنور ربه حتى رأى بعين البصيرة أحوال الآخرة و مقاماتها و رغبت نفسه عن قنيات الدنيا و زهراتها و مال الى حضرة الحق و الجلال و اشتاق الى كأس القرب و الوصال، و علم أن ذلك لا يحصل الا بالبر و العمل فعلم أن التفكر يدعو إليهما، نعم ما قيل:

و لم أر كالايام للمرء واعظا * * * و لا كصروف الدهر للمرء هاديا

لعمرك ما يدرى الفتى كيف يتقى * * * اذا هو لم يجعل له اللّه واقيا

و أحسن فان المرء لا بد ميت * * * و انك قد تجزى بما كنت ساعيا

و منه أن يتفكر في معانى آيات القرآن عند تلاوته فاذا بلغ آيات الصفات مثل العزيز و الحكيم و القدوس يتأمل في أسراره، و اذا بلغ آيات الافعال مثل خلق السموات و الارض يتأمل في عظمة الخالق و كمال علمه و قدرته، و على هذا فانه يحصل له بذلك الانقطاع عن الدنيا و ملكة الميل الى البر و العمل به.

قوله: (قال المكارم عشر)

(1) المكرمة بزرگى و بزرگوارى و المكارم بزرگيها و بزرگواريها و ينبغى أن يعلم أن النفس الناطقة اذا تركت سلطنتها في ملك البدن و صارت مأسورة في يد قواه حصلت له أخلاق مهلكة مثل الكذب و الخيانة و الحرص و الحسد و الفخر و الغضب و البخل و قطع الرحم و أمثال ذلك مما يعد في هذا الكتاب ثم تسرى تلك الاخلاق الى الاعضاء الظاهرة فيصدر منها الضرب و القتل و النهب و البهتان و نحوها، و بذلك تبعد عن

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست