responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 171

[الحديث الرابع]

4- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلّاد قال: سمعت أبا الحسن الرّضا (عليه السلام) يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة و الصوم. إنّما العبادة التفكّر في أمر اللّه عزّ و جل.

[الحديث الخامس]

5- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سهل، عن حمّاد، عن ربعي قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه): [إنّ] التفكّر


أعظم العبادات قدرا و أشرفها أثرا و أفخمها رتبة و أرفعها منزلة، و لذلك وقع الامر به في آيات متكاثرة و روايات متضافرة و له آثار شريفة و لوازم منيفة كلها عبادات عظيمة كمعرفة الرب و عظمته و علمه و قدرته و احتقار الدنيا و زهراتها و معرفة الجنة و درجاتها و معرفة النار و دركاتها و الانقطاع عن غير الحق و تفريغ القلب له و بالجملة ادمان التفكر عبادة و أصل لجميع العبادات فهو أفضلها، و ليس المراد التفكر في حقيقة ذاته و حقيقة قدرته و سائر صفاته اذ معرفتها خارجة عن قدرة البشر و لا يصل إليها العقل و التفكر، و كان التفكر فيها مؤديا الى الضلال المبين و الالحاد في الدين بل المراد به التفكر في وضع صنع اللّه و آثاره قدرته فان التفكر فيها و في عظمتها يدل على عظمة الصانع الحق و كمال قدرته، و مما يدل على ذلك ما رواه محمد بن مسلم عن أبى جعفر (ع) قال: «اياكم و التفكر في اللّه و لكن اذا أردتم ان تنظروا الى عظمته فانظروا الى عظيم خلقه» و ما رواه حسين بن المياح عن أبيه قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول «من نظر في اللّه كيف هو هلك» و بالجملة التفكر على قسمين: تفكر في الحق. و تفكر في الخلق، و العبد ممنوع من الاول و مندوب الى الثانى. قال اللّه تعالى: وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ- الآية.

قوله: (انما العبادة التفكر في أمر اللّه عز و جل)

(1) الحصر اضافى بالنسبة الى غير المتفكر أو حقيقى لان العبادة كلها تابعة للتفكر فلا توجد عبادة بدونه فان من تفكر أبصر الحق و طرقه الموصلة إليه و هانت الدنيا و ما فيها عنده لما رأى من كثرة انقلابها على أهلها و عدم الوفاء لهم فيحصل له كمال الميل الى المولى الحق و غاية الخشوع و الطاعة له و الشوق الى لقائه لعلمه بأن الوصول الى الدرجة العليا، و البلوغ الى السعادة العظمى، و التخلص عن أهوال العقبى، و التقرب الى مقام الزلفى انما يحصل بترك الدنيا و التزام العبادة و التقوى فيصرف نفسه عن ميدان الطغيان و يجريها في مضمار الطاعة و مرضات الرحمن، و يقدم لنفسه ما ينفعه في دار الجنان و التوفيق من اللّه الملك المنان.

قوله: (التفكر يدعو الى البر و العمل به)

(2) لان التفكر سراج القلب يرى به المتفكر

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست