responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 169

باب التفكر

[الحديث الأول]

1- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السّكونيّ، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام): قال كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نبّه بالتفكّر قلبك، و جاف عن


باطنه حقيقة هى غايته و كماله و بالجملة الحق في كل شيء بمنزلة القشر و الحقيقة بمنزلة اللب و لا ينفع القشر بدون اللب و انما قال: على كل حق و لم يقل لكل حق للتنبيه بالاستعلاء على أن حقية كل شيء باعتبار حقيقته التى هو بها هو حتى لو لم يكن حقيقة كاملة و غاية مرادة منه لم يكن حقا أو باعتبار المجانسة مع

قوله: (و على كل صواب نورا) الصواب ضد الخطأ أى على كل صواب جلى أو خفى من قول أو فعل أو عقد، برهان يحققه و دليل يصدقه كالايمان و اليقين فان لهما علامات دالة عليهما و بينات كاشفة عنهما حتى أن من ادعاهما و لم تكن له تلك العلامات و البينات كانت دعواه باطلة و انما سمى البرهان نورا لان البرهان آلة لظهور المعقولات كما أن النور آلة لظهور المحسوسات.

قوله: (نبه بالتفكر قلبك)

(1) دل على أن القلب يغفل عن الحق و الآخرة و ما ينفع فيها و أنه لا بد من تنبيه عن الغفلة دائما بالتفكر و اختلفت العبارة في تفسيره و المرجع واحد.

قال الغزالى: حقيقة التفكر طلب علم غير بديهى من مقدمات موصلة إليه كما اذا تفكر أن الآخرة باقية و أن الدنيا فانية، فانه يحصل له العلم بأن الآخرة خير من الدنيا و هو يبعثه على العمل للآخرة فالتفكر سبب لهذا العلم، و هذا العلم يقتضي حالة نفسانية و هو التوجه الى الآخرة و هذه الحالة يقتضي العمل لها و قس على هذا فالتفكر موجب لتنور القلب و خروجه عن الغفلة، و اصل لجميع الخيرات، و قال المحقق الطوسى: التفكر سير الباطن من المبادى الى المقاصد و هو قريب من النظر و لا يرتقى أحد من النقص الى الكمال الا بهذا السير و مباديه الآفاق و الانفس بأن يتفكر في أجزاء العالم و ذراته، و في الاجرام العلوية من الافلاك و الكواكب و حركاتها و أوضاعها و مقاديرها و اختلافاتها و مقارناتها و مفارقاتها و تأثيراتها و تغييراتها، و في الاجرام السفلية و تربيتها و تفاعلها و كيفياتها و مركباتها و معدنياتها و حيواناتها، و في أجزاء الانسان و أعضائه من العظام و العضلات و العصبات و العروق و غيرها مما لا يحصى كثرة، و يستدل بها و بما فيها من المصالح و المنافع و الحكم و التغير على كمال الصانع و عظمته و علمه و قدرته و عدم ثبات ما سواه، و بالجملة التفكر فيما ذكر و نحوه من حيث الخلق و الحكمة و المصالح أثره العلم بوجود الصانع و قدرته و من حيث تغيره و انقلابه و فنائه بعد وجود أثره الانقطاع عنه و التوجه بالكلية الى الخالق الحق، و من هذا القبيل التفكر في أحوال الماضين و انقطاع أيديهم عن الدنيا و ما فيها و رجوعهم الى دار الآخرة فانه يوجب انقطاع المتفكر عن

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست