و بالدّنيا تجوز القيامة و بالقيامة تزلف الجنّة و الجنّة حسرة أهل النار و النّار موعظة المتّقين و التقوى سنخ الايمان.
(باب صفة الايمان)
[الحديث الأول]
1- بالاسناد الأوّل، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الايمان، فقال: إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل الايمان على أربع دعائم: على الصبر و اليقين و العدل و الجهاد، فالصبر من ذلك
(و بالموت تختم الدنيا)
(1) لان الدنيا مضمار، و الموت غايته فاذا ورد ختمت الدنيا و انقطع السير فيها، ثم لا عود إليها.
(و بالدنيا يجوز القيامة)
(2) و من ثم قيل من مات قامت قيامته. (و بالقيامة تزلف الجنة)
(3) أى تقرب
(و الجنة حسرة أهل النار)
(4) لما رأوا من كمال نعيمها و حرمانهم عنها مع شدائد عقوبتهم بالنار
(و النار موعظة المتقين)
(5) موعظه پند دادن، و ذلك لان المتقين يتعظون من النار و شدائدها و يتركون كل ما يؤثم، و يجتنبون عن كل ما يوجب الدخول فيها.
(و التقوى سنخ الايمان)
(6) السنخ من كل شيء أصله، و الجمع أسناخ. مثل حمل و أحمال، و ذلك لان المراد بالايمان الايمان الكامل، و قد مر أن كماله بالاعمال فله سنخان:
أحدهما اليقين و هو الكمال في القوة النظرية، و الثانى التقوى و هى الكمال في القوة العملية فاذا تحققا تحقق كمال الايمان فهما سنخاه.
(ان اللّه عز و جل جعل الايمان على أربع دعائم)
(7) [1] أى جعل بناءه عليها فهى أساسه لا حقيقته لان حقيقته التصديق لما مر مرارا، و الدعامة معروفة، و قد شبه الايمان بالبيت من الشعر و نحوه مما يكون اعتماده على الدعائم، و لاحظ في ذلك أن الايمان هو المقصود الاصلى و أن الامور الاربعة مقصودة لحفظه و بقائه.
(على الصبر و اليقين و العدل و الجهاد)
(8) قدم الاهم و لكل واحد منها مدخل عظيم في تحقق الايمان و ثباته و بقائه، و المراد بالصبر الثبات على أحكام الكتاب و السنة و خلع النفس عن الشهوات و منعها عن الجزع عند المصيبات، و هو كنز من كنوز الجنة و طريق عظيم للدخول فيها. و باعث قوى للبقاء على الايمان، و باليقين العلم مع زوال الشك و
[1] قوله «على أربع دعائم» قد مر أن هذه الامور النفسانية التى تعد من درجات الايمان أو مراتب السلوك ينقسم باعتبارات مختلفة الى أقسام مختلفة لا منافاة بينها و جميعها صحيحة باعتبار و يتداخل أقسامها (ش).