امتى يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة، ألا فلو أنّ الرّجل من أمّتي عبد اللّه عزّ و جل عمره أيّام الدّنيا ثمّ لقى اللّه عزّ و جلّ مبغضا لأهل بيتي و شيعتي ما فرّج اللّه صدره إلّا عن النّفاق.
(باب خصال المؤمن)
[الحديث الأول]
1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن غالب، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: و قورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عند الرّخاء، قانعا بما رزقه اللّه، لا يظلم الأعداء و لا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في
أصلاب الرجال و أرحام النساء الى يوم القيامة فأجاب من أجاب كما نادى خليل الرحمن للحج أو أراد بذكر نسبه لاهل الارض ذكره في القرآن فانهم يسمعونه بطنا بعد بطن و عصرا بعد عصر الى يوم القيامة فيحبهم شيعتهم و يبغضهم عدوهم و اللّه أعلم.
قوله: (وقورا عند الهزاهز)
(1) الوقور فعول من الوقار و هو الحلم و الرزانة، و الهز: التحريك، يقال هززته هزا فاهتز من باب قتل أى حركته، و الهزاهز الفتن يهتز الناس فيها.
قوله: (صبورا عند البلاء)
(2) البلاء اسم لما يمتحن به من شر أو خير، و يقال بالفارسية «زحمت و نعمت» و كثر استعماله في الشر و الصبر و هو حبس النفس على الامور الشاقة عليها و ترك الاعتراض على المقدور و عدم اظهار الشكاية و الاضطراب من أعظم خصال الايمان.
قوله: (شكورا عند الرخاء)
(3) الرخاء النعمة و الخصب وسعة العيش، و الشكر الاعتراف بالنعمة ظاهرا و باطنا و معرفة حق المنعم و الاتيان بطاعته و ترك معصيته و الشكور للمبالغة فيه.
قوله: (قانعا بما رزقه اللّه)
(4) لا يبعثه الحرص على الحرام و جمع ما لا يحتاج إليه و تضييع العمر فيما لا يعنيه.
قوله: (لا يظلم الاعداء)
(5) المقصود نفى الظلم مطلقا و انما خص الاعداء بالذكر لانهم مورد الظلم اذ العداوة تبعث عليه غالبا.
قوله: (و لا يتحامل للأصدقاء)
(6) أى لا يتحامل على الناس يعنى لا يجور عليهم لاجل الاصدقاء و طلب مرضاتهم، و قيل لا يتحمل الوزر لاجلهم كما اذا كان عندك شهادة على صديقك لغيره فلا تشهد له رعاية للصداقة.