responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 138

عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن عبد اللّه بن القاسم، عن مدرك ابن عبد الرّحمن، عن أبي عبد اللّه مثله.

[الحديث الثالث]

3- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني.

عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه (صلوات اللّه عليهم) قال: قال أمير- المؤمنين (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ اللّه خلق الإسلام فجعل له عرصة و جعل له نورا و جعل له حصنا و جعل له ناصرا. فأمّا عرصته فالقرآن، و أمّا نوره فالحكمة


الاسلام لحب أهل البيت (عليهم السلام) اذ حبهم مبدأ للاسلام و دين الحق و أصل له لما يعتبر فيه و به بناؤه و ثباته.

قوله: (ان اللّه خلق الاسلام فجعل له عرصة)

(1) شبه الاسلام بالدار في الرجوع إليه و السكون فيه و الانس به و جعل له عرصة و هى موضع واسع فيها لا بناء فيه و جعل له نورا يرى به ما خفى كما أن للبيت نورا، و جعل له حصنا يمنع من خروج المصلح عنه و دخول المفسد فيه كما أن للدار حصنا مانعا من ذلك، و جعل له ناصرا ينصره و يروجه و يتدبر في أمره و اصلاحه كما أن للدار ناصرا كذلك فأما عرصته فالقرآن لان أهله يستريح فيه و يسير إليه و أيضا لا يدخل في الدين الا ما يدخل في القرآن كما أنه لا يدخل في الدار الا ما يدخل في العرصة، و أما نوره فالحكمة [1] لان بالحكمة و هى العلم يظهر أوامر الدين و نواهيه، و آدابه و أسراره، و أما حصنه فالمعروف لان المعروف و اقامته يوجب


[1] قوله «و أما نوره فالحكمة» القرآن و الحكمة و بعبارة اخرى الشرع و العقل و لن يفيد العقل و الحكمة ان لم ينظر بهما الى القرآن و لا يستفيد من القرآن اذا لم يتدبر فيه بعقله فالقرآن عرصة يرى ما فيها بنور العقل و الحكمة و قد روى في آخر كتاب العقل (المجلد الاول صفحة 437) عن أمير المؤمنين (ع) «بالعقل استخرج غور الحكمة و بالحكمة استخرج غور العقل الى آخره» و في حديث ورد في بعض نسخ الكافى آخر كتاب العقل و الجهل عن الصادق (ع) في حديث طويل: «أن أول الامور و مبدأها و قوتها و عمارتها التى لا ينتفع شيء إلا به، العقل الّذي جعله اللّه زينة لخلقه و نورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، و أنهم مخلوقون، و أنه المدبر لهم، و أنهم المدبرون، و أنه الباقى و هم الفانون، و استدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه، من سمائه و أرضه، و شمسه و قمره. و ليله و نهاره، بأن له و لهم خالقا و مدبرا لم يزل و لا يزول، و عرفوا به الحسن من القبيح، و أن الظلمة في الجهل، و أن النور في العلم، فهذا ما دلهم عليه العقل.

قيل له: فهل يكتفى العباد بالعقل دون غيره؟ قال: ان العاقل لدلالة عقله الّذي جعله اللّه قوامه و زينته و هدايته، علم أن اللّه هو الحق، و أنه هو ربه، و علم أن لخالقه محبة، و أن له كراهية، و أن له طاعة، و أن له معصية، فلم يجد عقله يدله على ذلك و علم أنه لا يوصل إليه الا بالعلم و طلبه، و أنه لا ينتفع بعقله ان لم يصب ذلك بعلمه، فوجب على العاقل طلب العلم و الادب الّذي لا قوام له الا به».

قال الراغب الاصفهانى في كتابه المسمى بالذريعة: للّه عز و جل رسولان الى خلائقه أحدهما من الباطن و هو العقل، و الثانى من الظاهر و هو الرسول و لا سبيل لاحد الانتفاع بالرسول الظاهر ما لم يتقدمه الانتفاع بالباطن فالباطن يعرف صحة دعوى الظاهر و لولاه لما كان تلزم الحجة و لهذا أحال اللّه من يشكك في وحدانيته و صحة نبوة أنبيائه على العقل و أمر أن يفزع إليه في معرفة صحتهما فالعقل قائد و الدين مسدد و لو لم يكن العقل لم يكن الدين باقيا و لو لم يكن الدين لا صبح العقل حائرا و اجتماعهما كما قال تعالى «نُورٌ عَلىٰ نُورٍ» و نقل الفيض- (رحمه اللّه)- في كتاب عين اليقين عن بعض الفضلاء و هو الراغب في تفصيل النشأتين قال: اعلم أن العقل لن يهتدى الا بالشرع و الشرع لن يتبين الا بالعقل و العقل كالأس و الشرع كالبناء و لن يثبت بناء ما لم يكن اس و لن يغنى اس ما لم يكن بناء، و أيضا العقل كالبصر و الشرع كالشعاع و لن ينفع البصر ما لم يكن شعاع من خارج و لن يغنى الشعاع ما لم يكن بصر. قال: و أيضا فالعقل كالسراج و الشرع كالزيت الّذي يمده فما لم يكن الزيت لم يشعل السراج و ما لم يكن سراج لم يضيء الزيت انتهى. و قال الرضا (ع): «لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له». و قال الصادق (ع) «ليس بين الايمان و الكفر الا قلة العقل» و كل ذلك مأخوذ من كلام أمير المؤمنين (ع). (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست