responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 133

فقال: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة و أربعين جزءا. ثمّ جعل الأجزاء أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار، ثمّ قسّمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء و في آخر عشري جزء حتّى بلغ به جزءا تامّا و في آخر جزء أو عشر جزء و آخر جزءا و عشري جزء و آخر جزءا و ثلاثة أعشار جزء حتّى بلغ به جزءين تامّين، ثمّ بحساب ذلك حتّى بلغ بأرفعهم تسعة و أربعين جزءا، فمن لم يجعل فيه إلّا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين و كذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الأعشار و كذلك من تمّ له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين و لو علم الناس أنّ اللّه عزّ و جلّ خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا.

[الحديث الثاني]

2- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن محمّد بن عثمان، عن محمّد بن حمّاد الخزّاز. عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد اللّه (عليه السلام): يا عبد العزيز إنّ الايمان عشر درجات


المراد بها العقل و ما يتبعه من قوة الاعمال و الاخلاق كالتوكل و الزهد و الورع و اليقين و الرضا و غيرها من الصفات النفسانية، فانها تبلغ تسعة و أربعين، ثم جعل تلك الاجزاء أعشارا بأن جعل التوكل عشرة أجزاء، و قوة العمل عشرة أجزاء، و قوة البصر كذلك و هكذا، و الحاصل أنه قدر عمل البصر و السمع و اللسان و الرجل و اليد و عمل القلب أعنى التصديق و الاخلاق أعشارا، و يؤيده قوله (ع) في آخر الباب «و بعضهم أكثر صلاة من بعض و بعضهم أنفذ بصرا من بعض و هى الدرجات».

قوله: (فجعل الجزء عشرة أعشار ثم قسمه بين الخلق)

(1) أى جعل كل جزء عشرة أجزاء فبلغ المجموع أربعمائة و تسعين جزءا، و المالك للجميع هو الكامل مطلقا و الفاقد للجميع هو الناقص مطلقا و ما بينهما كامل و ناقص بالإضافة و الناس بعد تفاوتهم بهذه المراتب متشاركون في أصل القوة التكليفية و القدرة و اللوم باعتبار هذه القوة و القدرة و ابطال استعدادهما و صرفهما في غير الجهات المشروعة لا باعتبار ما هو فوق طاقتهما.

قوله: (أن الايمان عشر درجات) [1]

(2) يجوز ان يراد بالايمان هنا التصديق و


[1] قوله «الايمان عشر درجات» لا ينافى ذلك تسبيع الاقسام أو جعلها تسعة و أربعين على ما ذكرنا، و أما اختلاف الناس في درجاتهم و التكلم معهم على قدر عقولهم و عدم جواز حمل احد على شيء لا يقدر فهو مما لا يخفى على المزاولين لهذه الامور كالتدريس و الوعظ و وصى به الحكماء أيضا في علومهم التى لا يستلزم الخطأ فيها سوء العاقبة فكيف في علم الدين الّذي لا نجاة للضال فيه أبدا. قال الشيخ أبو على بن سينا في آخر الاشارات القمتك قفى الحكم في لطائف الكلم فصنه عن الجاهلين و المبتذلين و من لم يرزق الفطنة الوقادة و الدربة و العادة و كان صغاه مع الغاغة أو كان من ملحدة هؤلاء المتفلسفة و من همجهم انتهى.

و مما أوصى به افلاطون أن لا يتصدى أحد للفلسفة اذا لم يحكم العلوم التعليمية و كان مكتوبا على مدرسه: من لا يعلم الهندسة فلا يحضرن هنا و السر فيه أن العقل الانسانى قلما يخلص عن شائبة الوهم و مثاله المعروف الميت جماد و الجماد لا يخاف عنه يحكم به العقل و لا يذعن به الوهم و الانسان بعد قيام الدليل على عدم الخوف يخاف من الميت متابعة لوهمه و نظير هذا ثابت في كل قضية عقلية قام على صحتها البرهان و الوهم حاضر يعارضه و قل ان يتفق رجل لا يتشوش خاطره به و يقدر على الجزم بالحق و القطع على الدليل و عدم الاعتناء بالوهم و مما جربنا في العلوم و جرينا عليه في تدريس العقليات منذ سنين الاحتراز من تعليم الفلسفة الالهية لمن لم يرتض ذهنه بالرياضيات كالهندسة و الهيئة و لا نتكلم في العقليات مع من لا يعرفها فان الخاطر يتبلبل و يتشوش عند سماع البرهان و يتردد بين قبول البرهان و متابعة أوهامه المرتكزة الراسخة في قلبه منذ حداثته الى أن كمل و من أحسن ما يؤثر في اقامة الذهن البراهين الرياضية. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست