ثمّ قال: لا تحملوا على صاحب السهم سهمين و لا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهضوهم، ثمّ قال: كذلك حتّى ينتهى إلى [ال] سبعة.
[الحديث الثاني]
2- أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا، عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم، عن أبي اليقظان، عن يعقوب ابن الضحّاك عن رجل من أصحابنا سرّاج و كان خادما لأبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: بعثني أبو عبد اللّه (عليه السلام) في حاجة و هو بالحيرة أنا و جماعة من مواليه قال: فانطلقنا فيها ثمّ رجعنا مغتمّين قال: و كان فراشي في الحائر الّذي كنّا فيه نزولا، فجئت و أنا بحال فرميت بنفسي فبينا أنا كذلك إذ أنا بأبي عبد اللّه (عليه السلام) قد أقبل قال: فقال:
قد أتيناك أو قال: جئناك، فاستويت جالسا و جلس على صدر فراشي فسألني عمّا بعثني له فأخبرته، فحمد اللّه ثمّ جرى ذكر قوم فقلت: جعلت فداك إنّا نبرأ منهم، إنّهم لا يقولون ما نقول. قال: فقال: يتولّونا و لا يقولون ما تقولون تبرءون منهم؟
قال: قلت: نعم قال: فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟ قال: قلت:
كتاب العقل، و من هاهنا ظهر أن القسمة المذكورة لا توجب الظلم لان المطلوب من كل أحد ما يقتضيه قسمه و نصيبه و أن كل ذى قسم قابل للدرجة الفوقانية اما في نفس الامر أو في ظنه و تجويزه و ان بناء الكمال على التدرج و التعلم و الطلب منه تعالى، و فيه دلالة على أن الرجل بعد تحصيل أصل الايمان لو قصر في كماله لقصور في القوة العقلية أو القوة العملية لا يعد مقصرا و لا يؤاخذ عليه و اللّه أعلم.
قوله: (فتبهضوهم)
(1) بهضه الحمل يبهضه بالضاد أى أثقله و أعجزه و بالظاء أكثر.
قوله: (و هو بالحيرة)
(2) الحيرة بالكسر مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر و هى على رأس ميل من الكوفة.
قوله: (مغتمين)
(3) بالغين المعجمة و في بعض النسخ «معتمين» بالعين المهملة قيل أى داخلين وقت العتمة.
قوله: (و كان فراشى في الحائر)
(4) الحائر المكان المطمئن و البستان كالحير و كربلاء.
قوله: (و أنا بحال)
(5) أى من الضعف و الكلال.
قوله: (انهم لا يقولون ما نقول)
(6) من الفضائل أو من المسائل أو من الاعمال الصالحة التى يقولها أصحاب العرفان و يعملها أرباب الايقان، لا من اصول العقائد.