«و نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنٰاهُمْ هُدىً»و لو كان كلّه واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الاخر و لاستوت النعم فيه و لاستوى النّاس و بطل التفضيل و لكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنّة و بالزّيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدّرجات عند اللّه و بالنقصان دخل المفرّطون النّار.
[الحديث الثاني]
2- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، جميعا، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن
قوله: (وَ زِدْنٰاهُمْ هُدىً)
(1) المراد به الهداية الخاصة المختصة بالاولياء و هى بصيرة قلبية زايدة على أصل التصديق [1] بها يتزايد و يرتقى الى مرتبة عين اليقين.
قوله: (و لو كان كله واحدا)
(2) أى لو كان كل الايمان واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان لم يكن لاحد من المؤمنين فضل على الاخر لان الفضل انما هو بالايمان فلا فضل مع مساواتهم فيه، و لاستوت النعم في الايمان مثل الهدايات الخاصة و الالطاف و التوفيقات و غيرها، و لاستوى الناس في الدخول في الجنة لاستوائهم في الايمان الموجب لدخولها، و بطل تفضيل بعضهم على بعض بالدرجات و اللوازم كلها باطلة بالسنة و الآيات و لكن بتمام الايمان باعتبار أصل التصديق و العمل بالواجبات و ترك المنهيات دخل المؤمنون المتصفون به الجنة و بالزيادة في الايمان لذلك مع العمل بالاعمال المندوبة و الآداب المرغوبة و الاخلاق المطلوبة تفاضل المؤمنون المتصفون بها بالدرجات العالية و المقامات الرفيعة عند اللّه تعالى و بالنقصان في التصديق لعدم تمكنه و استقراره في القلب أو في التقصير في الاعمال الواجبة بترك الواجبات و فعل المنهيات دخل المفرطون في النار و قد ظهر من ذلك أن المدعين للايمان ثلاثة أقسام تام و زائد و ناقص و قد علم حكم كل واحد منها و اللّه هو الموفق.
قوله: (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن البرقى، عن النضر بن سويد)
(3) الظاهر أن لفظة عن أبيه
[1] قوله «زائدة على اصل التصديق» و اصل التصديق غير قابل للزيادة و النقصان كما قلنا و انما التشكيك في اخضاع سائر القوى و ادراك ساير المدارك فان الّذي يبصر شيئا و يسمع صوته و يلمس سطحه و يذوق طعمه غير من يسمع صوته فقط و الّذي يعتقد بوجود شيء لرؤية آثاره غير من يراه نفسه و المؤمن باللّه متيقن بوجوده قطعا لا ظنا فقد يكون له دليل واحد و قد يكون له أدلة كثيرة بمنزلة من يشاهده و يتأثر بالايمان جميع قواه و بذلك يتفاوت درجاتهم. (ش)