قال: خلق من خلق اللّه عزّ و جلّ أعظم من جبرئيل و ميكائيل، كان مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) يخبره و يسدّده، و هو مع الأئمّة من بعده.
[الحديث الثاني]
2- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن أسباط بن سالم قال: سأله رجل من أهل هيت- و أنا حاضر- عن قول اللّه عزّ و جلّ «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا»فقال: منذ أنزل اللّه عزّ و جلّ ذلك الرّوح على محمّد (صلى اللّه عليه و آله) ما صعد إلى السماء و إنّه لفينا.
ما الكتاب و أى شيء هو و لا التصديق بالشرائع و أحكامها و دعوة الخلق إليها و ان كنت تعلم اصول الايمان بطريق عقلى، و المقصود أن علمك بذلك من فيض اللّه وجوده بانزال الروح أليك.
قوله (خلق من خلق اللّه)
(1) هذا الخلق ليس من الملائكة لما سيصرح به و لانه أعظم من جبرئيل (ع) و ميكائيل بحسب الرتبة و العلم، و لم يثبت أن أحدا من الملائكة أعظم منهما و لان الملائكة لم يعلموا جميع الاشياء كما اعترفوا به حيث قالوا لا علم لنا الا ما علمتنا و هذا الخلق عالم بجميعها فيحتمل أن يكون نورا إلهيا صرفا مجردا عن العلائق، عارفا باللّه و صفاته و معلولاته الى آخرها، متعلقا بالنفوس البشرية اذا صفت و تخلصت عن الكدورات كلها و اتصفت بالقوة القدسية المذكورة تعلقا تاما يوجب اشراقها و انطباع ما فيه من العلوم الكلية و الجزئية فيها، و المراد بانزاله إليه و هو هذا التعلق و بتسديده هو هذا الاشراق و اللّه أعلم بحقيقة الحال و أنا أستغفر اللّه مما أقول.
قوله (و انه لفينا)
(2) الى قيام القائم (ع) ثم اذا ارتحل القائم من الدنيا صعد الى