2- عليّ بن محمّد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عتيبة قال: لقى رجل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) بالثعلبيّة و هو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلّم عليه،
العلوم و قد ذكروا أنه (ع) استاد الخلق فى علم الاصول و أسرار التوحيد و العدل و النبوة و القضاء و القدر و المعاد و الكلام و الاحكام و الاخلاق و الفقه و التفسير و النحو و العربية و غير ذلك من العلوم كلها.
قوله (ان هذا لمحال)
(1) نقل صاحب الطرائف عن محمد بن عمر الرازى المعروف بابن الخطيب و هو أعلم علماء الاشعرية صاحب التصانيف الكثيرة أنه يقول فى الكتاب الّذي صنفه و جعله دستورا لولده و سماه كتاب الاربعين فى الفصل الخامس من المسألة التاسعة و الثلاثين فى بيان أفضل الصحابة بعد رسول اللّه (ص) و أورد عشرين حجة فى أن على بن أبى طالب أفضل الصحابة يقول فى الحجة الثالثة منها ما هذا لفظه «الحجة الثالثة ان عليا (ع) كان أعلم الصحابة و الاعلم أفضل، انما قلنا ان عليا (ع) كان أعلم الصحابة للاجمال و التفصيل أما الاجمال فهو أنه لا نزاع أن عليا (ع) كان فى أصل الخلقة فى غاية الذكاء و الفطنة و الاستعداد للعلم و كان محمدا (ص) أفضل الفضلاء و أعلم العلماء و كان على (ع) فى غاية الحرص فى طلب العلم و كان محمد (ص) فى غاية الحرص فى تربية على (ع) و فى ارشاده الى اكتساب الفضائل، ثم ان عليا (ع) ربى من صغره فى حجر محمد (ص) و فى كبره صار ختنا له و كان يدخل إليه فى كل الاوقات و من المعلوم ان التلميذ اذا كان فى غاية الذكاء و الحرص فى التعلم و كان الاستاد فى غاية الفضل و فى غاية الحرص على التعليم ثم اتفق لمثل هذا التلميذ أن يتصل بخدمة هذا الاستاد من زمان الصغر و كان ذلك الاتصال بخدمته حاصلا فى كل الاوقات فانه يبلغ ذلك التلميذ مبلغا عظيما. و هذا بيان اجمالى فى أن عليا (ع) كان أعلم الصحابة فأما أبو بكر انما اتصل بخدمته فى زمان الكبر و أيضا ما كان يصل الى خدمته فى اليوم و الليلة إلا مرة واحدة زمانا يسيرا و اما على فانه اتصل بخدمته فى زمان الصغر و قد قيل «العلم فى الصغر كالنقش فى الحجر، و العلم فى الكبر كالنقش فى المدر» فثبت لما ذكرنا أن عليا كان أعلم من أبى بكر.
قوله (بالثعلبية)
(2) فى الصحاح الثعلبية موضع بطريق مكة و فى المغرب الثعلبية بضم اللام من منازل البادية و وضعها موضع العلث فى حد السواد خطاء و فيه العلث بفتح العين و