(عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّٰهِ»قال:
يعني من اتّخذ دينه رأيه، بغير إمام من أئمّة الهدى
[الحديث الثاني]
2- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن زرين عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كلّ من دان اللّه بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه فسعيه غير مقبول، و هو ضالّ متحيّر و اللّه شانيء لأعماله و مثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها و قطيعها، فهجمت ذاهبة و جائية يومها، فلمّا جنّها اللّيل بصرت بقطيع مع غير راعيها فحنّت إليها و اغترّت بها، فباتت معها في ربضتها فلمّا أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها، فهجمت متحيّرة تطلب راعيها و قطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها. فحنّت إليها و اغترّت بها فصاح بها الرّاعي:
الحقي براعيك و قطيعك، فانّك تائهة متحيّرة عن راعيك و قطيعك، فهجمت ذعرة متحيّرة نادّة لا راعي لها يرشدها إلى مراعاها أو يردّها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذّئب ضيعتها فأكلها، و كذلك و اللّه يا محمد من أصبح من هذه الامّة لا إمام له من اللّه جلّ و عزّ ظاهرا عادلا أصبح ضالّا تائها و إن مات على هذه الحال مات ميتة
قوله (من اتخذ دينه رأيه)
(1) أى يعتقد أن ما يقتضيه عقله و يؤديه وهمه دين له و أصحاب الرأى أصحاب القياس و أرباب الاستحسان الذين يأخذون بآرائهم فيما يشكل من القرآن و الحديث أو ما لم يأت فيه حديث و لا أثر.
قوله (قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول كل من دان اللّه)
(2) مر هذا الحديث متنا و سندا فى باب معرفة الامام و الرد إليه و مر شرحه أيضا فلا نعيده.
قوله (بصرت بقطيع من غير راعيها)
(3) فى بعض النسخ مع غير راعيها و فى الباب السابق «بصرت بقطيع غنم مع راعيها» و لكل وجه.
قوله (فى ربضتها)
(4) ربض الغنم مأواها و فى الباب السابق فى مربضها و الامر هين.
قوله (فهجمت ذعرة متحيرة نادة)
(5) أى شاردة نافرة من ند البعير يند ندا و نديدا و ندودا و ندادا اذا شرد و نفر. و فى الباب السابق «فهجمت ذعرة متحيرة تائهة».
قوله (ظاهرا عادلا)
(6) قال الفاضل الامين الأسترآبادي «ظاهرا» بالظاء المعجمة أى البين إمامته بنص صريح جلى من اللّه و رسوله (ص) و غرضه أن ليس المراد بالظاهر الظاهر بين الناس ليرد النقض بالصاحب (ع) و فى الباب السابق ظاهر عادل بالرفع دون النصب.