قال: قلت: و ما يكون جعلت فداك؟ قال: يُضِلُّ اللّٰهُ الظّٰالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ، قال: قلت: و ما ذاك جعلت فداك؟ قال: من ظلم ابني هذا حقّه و جحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم عليّ بن أبي طالب حقّه و جحده إمامته بعد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله)، قال: قلت: و اللّه لئن مدّ اللّه لي في العمر لاسلّمنّ له حقّه و لاقرّنّ له بإمامته، قال: صدقت يا محمّد، يمدّ اللّه في عمرك و تسلّم له حقّه و تقرّ له بإمامته و إمامة من يكون من بعده، قال: قلت: و من ذاك؟ قال: محمّد ابنه، قال: قلت له الرّضا و التسليم.
(باب) الاشارة و النص على أبى جعفر الثانى (عليه السلام)
[الحديث الأول]
1- عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد، عن يحيى بن حبيب الزيّات قال: أخبرني من كان عند أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) جالسا، فلمّا نهضوا قال لهم: ألقوا أبا جعفر فسلّموا عليه و أحدثوا به عهدا، فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال: يرحم اللّه المفضّل إنّه كان ليقنع بدون هذا
[الحديث الثاني]
2- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلّاد قال: سمعت الرّضا
قوله (قال قلت و ما يكون)
(1) سال السائل عن مآل حاله مع الطواغيت فأشار (ع) الى أنه القتل بقوله «يُضِلُّ اللّٰهُ الظّٰالِمِينَ» أى يتركهم مع أنفسهم الطاغية حتى يقتلوا نفسا معصومة و لم يمنعهم جبرا و هذا معنى اضلالهم و الى أنه ينصب مقامه إماما آخر بقوله و يفعل اللّه ما يشاء، و لما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة و الخصوصية سأل السائل عنه بقوله «و ما ذاك» يعنى و ما ذاك الفعل؟ فأجاب (ع) بأنه نصب ابنى على للامامة و الخلافة و من ظلم ابنى هذا حقه و جحده إمامته كان كمن ظلم على بن أبى طالب حقه و جحده إمامته و ذلك لان من أنكر الامام الاخر لم يؤمن بالامام الاول و لانهما صراط الحق فالتارك لاحدهما كان كالتارك للآخر فى الخروج عنه قطعا.
قوله (انه كان ليقنع بدون هذا)
(2) أى بدون الامر بالتسليم و احداث العهد بل كان يكفيه فى احداثه الاشارة أو كان يحدثه بدونها أيضا كما أن الناس يسلمون على ولد العزيز الشريف و يحدثون به عهدا و ملاقاة بدون أمر أبيه بذلك و هم لما لم يفعلوا ذلك الا بعد الامر تذكر (ع) حسن فعل المفضل و كمال اعتقاده فترحم عليه و فيه لوم لهم لهذا الوجه و كمال