هو أنّ الأشياء الموجودة و المعدومة إمّا كليّات أو جزئيّات أو أسباب أو مسبّبات و شيء ما لا يخلو عن هذه الوجوه و لا يبعد أن يكون القرآن مع صغر حجمه مشتملا على جميع الكلّيات المطابقة لجزئيّاتها و على جميع الأسباب المستلزمة لمسبّباتها و لا يبعد أيضا أن يمنّ اللّه تعالى على بعض أفراد البشر بقوّة روحانيّة و بصيرة عقليّة بحيث يعلم جميع الكليّات و الجزئيّات و جميع الأسباب و المسبّبات و ينظر إليه بعين البصيرة الصحيحة كما تنظر إلى زيد و ترى جميعه برؤية واحدة و يكون عوالم المعقولات مع تكثّرها بالنسبة إليه عالما واحدا نسبته إلى بصيرته كنسبة زيد إلى بصرك فلا ريب في جواز ذلك و وقوعه لاقتضاء الحكمة الالهيّة إيّاه نظرا إلى نظام العالم و قيام أحوال بني آدم و لكن من أضلّه اللّه فلا هادي له، نسأل اللّه الهداية و الدّراية و نعوذ باللّه من الغباوة و الغواية إنّه على كلّ شيء قدير و بالإجابة جدير.
(باب) (اختلاف الحديث)
[الحديث الأول]
«الاصل»
1- «عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن» «عمر اليماني، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لأمير» «المؤمنين (عليه السلام): إنّي سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذرّ شيئا من تفسير القرآن» «و أحاديث عن نبيّ اللّه (صلى اللّه عليه و آله) غير ما في أيدي النّاس ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت»