..........

«وَ فِي السَّمٰاءِ رِزْقُكُمْ وَ مٰا تُوعَدُونَ فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مٰا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ»

(و سيفي لكم)

(1) و لو كنتم في جحر أو موضع منقطع من الناس و لا تموتون حتّى تستكملوا أرزاقكم قال الصادق (عليه السلام) «لو كان العبد في جحر لأتاه اللّه برزقه [1]» و قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): «لو سدّ على رجل باب بيته و ترك فيه فمن أين كان يأتيه رزقه فقال (عليه السلام) من حيث يأتيه أجله [2]» و هذا ممّا يحكم به العقل ضرورة لأنّ وجود الإنسان من غير رزق محال فاذا قدّر اللّه سبحانه وجوده في مدّة فلا محالة يجب أن يأتيه رزقه في تلك المدّة طلبه أولم يطلب إلّا أنّ الدّار دار تكليف و دار امتحان فقد ينبغي له الطلب و يجب عليه ليعلم أنّه مطيع أو عاص في اكتسابه من طريق الحلال أو من طريق الحرام و قد يكون الطلب لطلب الفضل كما يرشد إليه قول الباقر (عليه السلام) «ليس من نفس إلّا و قد فرض اللّه لها رزقها حلالا يأتيها في عافية و عوّض لها بالحرام من وجه آخر فان هي تناولت شيئا من الحرام قاصّها به من الحلال الّذي فرض لها و عند اللّه سواهما فضل كثير و هو قوله عزّ و جل: «وَ سْئَلُوا اللّٰهَ مِنْ فَضْلِهِ [3]» فأمر بطلب الفضل و الرّزق منه تعالى و لم يضطرّه إلى طلبه من الخلق مثله و لم يرتض له بذلك

(و العلم مخزون عند أهله)

(2) و هم (عليهم السلام) أهل الذكر و من تمسّك بذيل عصمتهم و أخذ العلم من مشكاة فضلهم

(و قد أمرتم بطلبه من أهله)

(3) لقوله تعالى «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ»*

(فاطلبوه)

(4) من أهله بعد تصفية الظاهر و الباطن إلى غير ذلك من آداب التعلّم و شروطه المذكورة في كتب الآداب ليحصل المناسبة بينكم و بينهم و تستعدّوا بذلك لانعكاس أنوار العلوم من قلوبهم إلى قلوبكم و إلّا فكلّ واحد ليس أهلا للعلم و الحكمة و قد ورد المنع من تعليمها لغير أهلها في كثير من الرّوايات و الغرض من هذا الحديث الترغيب في طلب العلم عند أهله و التنفير عن طلب الدّنيا لما أنّ أبناء الزمان كلّهم عاملين

[1] الكافى كتاب المعيشة باب الاجمال في الطلب تحت رقم 4.

[2] النهج أبواب الحكم تحت رقم 356.

[3] الكافى كتاب المعيشة باب الاجمال في الطلب تحت رقم 2.