السرّ في ذلك أنّ جليس أهل الدّين إذا قابل قلبه بقلبه ينعكس إليه أشعّة العلوم و أنوار المعارف فيهتدى بذلك إلى الكمالات السنيّة و المقامات الرّفيعة و الدّرجات العليّة و يستولى قوّته العاقلة على القوّة الشهويّة و الغضبيّة و يقهر النفس الأمّارة الّتي هي مبدأ الخطل في الأقوال و الخلل في الأفعال و الخطاء في الأعمال حتّى يحصل له من ذلك ملكة في اجتناب المعاصى و ترك الرّذايل و اكتساب الحسنات و كسب الفضائل و عند ذلك تطلع الأنوار الإلهيّة من مطالع قلبه و لسانه و يشرق الاشراقات الرّبّانيّة من مشارق أركانه و جنانه فيصير نورا إلهيّا يهتدي به الحائرون و به يستضيء به السالكون و يقتدي به العابدون و يفتخر به الزّاهدون و يلجأ إليه المؤمنون و يسعى نوره في الآخرة بين يديه حتّى يورده إلى منازل الأبرار و مقام الأخيار و يشفع لمن يشاء، فله الرّئاسة العظمى و الخلافة الكبرى في الآخرة و الدّنيا و لا شرف أعظم من ذلك.
[الحديث الخامس]
«الاصل»
5- «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الاصبهانيّ، عن سليمان» «ابن داود المنقريّ، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام قال: سمعت أبا جعفر» «(عليه السلام) يقول: لمجلس أجلسه إلى من أثق به أوثق في نفسي من عمل سنة».
«الشرح»
(عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الاصبهاني)