بكتاب اللّه الموتى و يبصّرون بنور اللّه من العمى، كم من قتيل لابليس قد أحيوه و كم من تائه ضالّ قد هدوه، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد و ما أحسن أثرهم على العباد و أقبح آثار العباد عليهم.
[كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يشبه عيسى ابن مريم (عليه السلام).]
18- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: بينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم و لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمرّ بملاء من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدّة من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا
(1) بعين البصيرة و اليقين فانهم فى منزلة رفيعة من المنازل الالهية و المقامات الروحانية و ان أصابتهم فى الدنيا وضيعة باعتبار تخلف الخلق عنهم و اضرارهم.
(انهم يحيون بكتاب اللّه الموتى)
(2) أى الجهال الذين ماتت قلوبهم بمرض الجهالة و داء الضلالة بالتعليم و التفهيم و الارشاد الى الدين القويم و حمل الموتى على المعنى المعروف و ان كانت لهم قدرة أيضا على احيائهم باذن اللّه بعيد
(و يبصرون بنور اللّه من العمى)
(3) المراد بالنور العلم على سبيل الاستعارة و بالعمى ظلم الجهالات و الشبهات و قد شاع اطلاقه عليها مجازا و لعل المراد انهم يبصرون بنور العلم الّذي لا يضل من اهتدى به صراط الحق و دينه من ظلمات الجهالة و الشبهات التى أحدثها الجاهلون فى الشريعة
(كم من قتيل لابليس قد احيوه و كم من تائه ضال قد هدوه)
(4) «كم» فى الموضعين خبرية لبيان الكثرة، و المراد بالقتيل المنكر للرسول و بالتايه المنكر للولاية أو المستضعف
(يبذلون دمائهم دون هلكة العباد)
(5) شفقة لهم و ترجيحا لنجاتهم من العقوبة الابدية، على صب دمائهم و زوال حياتهم الدنيوية و الهلكة بالتحريك الهلاك
(ما أحسن اثرهم على العباد)
(6) بالرحمة و الهداية و المعونة و النصرة
(و قبح آثار العباد عليهم)
(10) بالاضرار و المخالفة و الغلظة.
(عن أبى بصير قال بينا)
(7) الظاهر أنه نقله عن المعصوم و أنه الصادق (عليه السلام)
(فغضب الاعرابيان)
(8) الاول و الثانى شبههما بالاعرابى لكونهما أشد كفرا و نفاقا
(فانزل اللّه على نبيه (صلى اللّه عليه و آله))
(9) اشارة الى سبب نزول الآية و قال جماعة من العامة سببه أن ابن الزبعرى جادل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فى قوله تعالى إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ بان النصارى يعبدون عيسى فان كان هو فى النار فلتكن آلهتنا معه فانزل اللّه تعالى هذه الآية و لا