5- عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللّه عن آبائه (عليهم السلام) أنّ امير المؤمنين (عليه السلام) صاحب رجلا ذمّيا فقال له الذمّي: أين تريد يا عبد اللّه؟ فقال: اريد الكوفة، فلمّا عدل الطريق بالذّمي عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له الذّمّي: أ لست زعمت أنّك تريد الكوفة؟ فقال له: بلي، فقال له الذمّيّ: فقد تركت الطريق؟ فقال له: قد علمت: قال: فلم عدلت معي و قد علمت ذلك؟
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيّع الرّجل صاحبه هنيئة إذا فارقه و كذلك أمرنا نبينا (صلى اللّه عليه و آله) فقال له الذمّيّ. هكذا قال؟ قال: نعم، قال الذّمّي لا جرم إنّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة فأنا أشهدك أنّي على دينك و رجع الذمّيّ مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلمّا عرفه أسلم.
باب التكاتب
[الحديث الأول]
1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، و سهل بن زياد، جميعا، عن ابن محبوب عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: التواصل بين الاخوان في الحضر التزاور و في السفر التّكاتب.
[الحديث الثاني]
2- ابن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: ردّ جواب الكتاب واجب كوجوب ردّ السلام، و البادي بالسّلام أولى باللّه و رسوله.
باب النوادر
[الحديث الأول]
1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن جميل بن درّاج، عن أبي-
قوله: (التواصل بين الاخوان فى الحضر التزاور و فى السفر التكاتب)
(1) التواصل مطلوب عقلا و شرعا لحسن النظام و تحقق الالتيام و به ينتظم امور الدين و الدنيا بين الانام و هو يتحقق فى الحضر بالتزاور و بسط بساط الوفاق و فى السفر بالتكاتب و اظهار السلامة و المحبة و الاشتياق و التألم بالفراق.
قوله: (رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام)
(2) هذا من باب الحاق النظير بنظيره فى الحكم اذ السلام تحية و تحفة من الحاضر و الكتاب تحفة و تحية من الغائب فكما يجب رد السلام بالسلام يجب رد الكتاب بالكتاب، و أيضا رعاية حقوق الاخوة و