responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 336

..........


الحسنة في استجلاب طبائع الجهّال إلى الحقّ و تأنيسهم به أن لا يحمله عليهم دفعة فانّ ذلك ممّا يوجب نفارهم عنه و فساد نظام أحوالهم بل ينبغي أن يحمله و يؤنسهم به على التدريج قليلا قليلا و ربّما لم يمكنه تأنيسهم به إمّا لغموضه بالنسبة إلى أفهامهم أو لقوّة اعتقادهم في ضدّه فينبغي أن يخدعهم عن ذلك و يميلهم إليه بحسب ما يقتضيه الحكمة و ربّما يحتاج إلى إظهار الحقّ بصورة الباطل كاستدلال إبراهيم (عليه السلام) بافول الكوكب بعد قوله: «هٰذٰا رَبِّي»* على نقصها المنافى لالهيّتها و المكاشفة من رذائل الأخلاق للجاهل و من فروع الإفراط في القوّة المذكورة و هي الخشونة و المناقشة و إظهار العداوة و إعلانها المؤدّي إلى المخاصمة و المجادلة و المقابلة إلى غير ذلك من المفاسد و الشدائد الموجبة لفساد أحوالهم و بطلان نظامهم.

(و سلامة الغيب و ضدّها المماكرة)

(1) الغيب ما غاب عن العيون و إن كان محصّلا في نفسه و كان المراد به هنا القلب أو رجل غائب، و المنكر الاحتيال و الخديعة و المقصود أنّ سلامة القلب و خلوصه من الغشّ و الاحتيال و الخدعة في المعاملة مع الإخوان و المعاشرة مع الخلان و غيرهم أو سلامة كلّ غائب من صفات العاقل لصفاء طينته و خلوص عقيدته و علمه بأنّ المؤمنين كنفس واحدة فلا يرضى لهم إلّا ما يرضى لنفسه و بأنّ المكر بهم مكر بنفسه حقيقة كما قال سبحانه «وَ لٰا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلّٰا بِأَهْلِهِ» بخلاف الجاهل المنغمس ذهنه الكثيف في ظلمة الجهالة فإنّه لكدرة طينته و فساد عقيدته يتّخذ المكر منهجا لمطالبه و مسلكا لمآربه و هو غافل عن سوء مآله عاجلا و آجلا و عن اختلال حاله ظاهرا و باطنا.

(و الكتمان و ضدّه الافشاء)

(2) من شأن العاقل كتمان سرّه بوضعه في صندوق جنانه و عدم فتحه مفتاح لسانه و تحريم إبرازه على أوثق إخوانه فإنّك إذا لم تكتم سرّك فكيف تتوقّع ذلك من غيرك و لذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «المرء احفظ لسرّه [1]» و قال أيضا «من كتم سرّه كان الخيرة بيده [2]» و قال أبو الحسن


[1] النهج أبواب الكتب و الرسائل تحت رقم 31.

[2] المصدر أبواب الحكم تحت رقم 162.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست