responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 292

..........


فينبعث منه الدّخان و يرتفع إلى أعالى البدن كما يرتفع في القدر و يصبّ في الوجه و العين و العروق فيحمر الوجه و العين و ينتفخ العروق، و يختل الدّماغ الّذي هو معدن الفكر في المحسوسات و ينطفي نور عقله كما ينطفي ضوء السراج في البيت باستيلاء الدّخان عليه، فيظلم بصره و بصيرته بحيث لا يرى شيئا و يسوّد عليه الدّنيا و ما فيها و لا يميّز بين الحقّ و الباطل و الحسن و القبح، و لا يؤثر فيه وعظ و نصيحة، بل قد يبلغ إلى حدّ يحرق جميع ما يقبل الاحتراق و يفنى الرّطوبة الّتي بها بقاء الحياة فيموت صاحبه غيظا و هذه الخصلة من أعظم الخصال الذّميمة و لذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «و احذر الغضب فانّه جند عظيم من جنود إبليس [1]» و قال الباقر (عليه السلام) «إنّ الرّجل ليغضب فما يرضى أبدا حتّى يدخل النار، فأيّما رجل غضب على قوم و هو قائم فليجلس من فوره ذلك فانّه سيذهب عنه رجز الشيطان، و أيّما رجل غضب على ذى رحم فليدن منه فليمسّه فانّ الرّحم إذا مسّت سكنت [2]» و قال الصادق (عليه السلام): «الغضب مفتاح كلّ شرّ». [3]

(و العلم و ضدّه الجهل)

(1) هما وصفان متقابلان و نعمتان متضادّان للعقل و الجهل اللّذين كلامنا في جنودهما لانّك قد عرفت أنّ المراد بالعقل امّا القوّة العاقلة أو النفس من حيث استعدادها لسلوك طريق الحقّ و كلّ واحدة منهما مبدأ للعلوم، و بالجهل إمّا القوّة الجاهلة أو النفس من حيث استعدادها لسلوك طريق الباطل و كلّ واحدة منهما مبدأ للجهل المقابل للعلم أعنى عدمه ثمّ للعلم مراتب: الأول الاعتبار فاعتبروا يا أولى الأبصار و إليه أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «و من اعتبر أبصر»، الثاني التجلّي و الانكشاف التام، الثالث الادراك مطلقا، الرابع الادراك المطابق لما في نفس الأمر، كالاعتقاد بالمعارف الالهيّة و الأحكام الشرعيّة و هذا القسم قد يجب على الجميع و قد يختلف باختلاف الأشخاص فالّذي يجب على


[1] النهج في ابواب كتبه و رسائله تحت رقم 69 في آخر كتاب له «ع» الى الحارث الهمدانى رضى اللّه عنه.

[2] الكافى كتاب الايمان و الكفر باب الغضب تحت رقم 2 و 3.

[3] الكافى كتاب الايمان و الكفر باب الغضب تحت رقم 2 و 3.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست