responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 291

..........


(و الرّأفة و ضدّها القسوة)

(1) قال المازري القسوة ضدّ اللّين، و الغلظة ضدّ الرأفة و كأنّه غفل عن معنى القسوة، قال الجوهريّ: قسى قلبه قسوة و قساوة و قساء بالفتح و المدّ و هو غلظة القلب و شدّته، و الرأفة حالة نورانيّة للقلب داعية إلى الخير و حسن الخلق و رقّة الوجه و طهارة اللّسان و كثرة الحياء و التلطّف بالخلق و الاجتناب عن المناهي، و ضدّها حالة ظلمانيّة له داعية إلى الشرّ و سوء الخلق و غلظة الوجه و خباثة اللّسان و قلّة الحياء و ايذاء الخلق و ركوب المحارم و كشف الاستار و الوثوب على الناس في الخصومات، و كلّ واحدة منهما إمّا طبيعيّة و إمّا كسبيّة تحصل الأولى بممارسة العلوم و الأعمال الصالحة، و الثانية بمزاولة الجهل و الأعمال القبيحة و المراد هنا هو القسم الثاني.

(و الرّحمة و ضدّها الغضب)

(2) الرّحمة حالة للقلب يثمرها العلم بقباحة الطغيان و شناعة العدوان و سوء عاقبتهما و ثمرتها الشفقة على الخلق و التلطّف بهم و الترحّم عليهم و الفرق بينها و بين الرأفة كالفرق بين المسبّب و السبب فانّ الرأفة لينة القلب الموجبة لميله إلى التلطّف و الشفقة و الرّحمة نفس هذا الميل و قد خفى هذا الفرق على بعضهم فحكم بأنّ هاتين الفقرتين متّحدتان في المعنى و لم يدر أن الرأفة ليست نفس الرّحمة و القسوة ليست نفس الغضب و أنّ الاولى منهما بمنزلة السبب للثاني و أنّ الاصل عدم التكرار عند الجمع بينهما مثل «إِنَّ اللّٰهَ (بِالنّٰاسِ) لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ»* و إطلاقهما على اللّه سبحانه باعتبار الآثار و هي ألطافه و إحسانه تعالى بمن أطاعه و إنكاره على من عصاه و سخطه عليه إعراضه عنه و معاقبته له، و الغضب من المخلوقين قد يكون ممدوحا، و قد يكون مذموما، فالمحمود ما كان في جانب الدّين و الحقّ، و المذموم ما كان في خلافه، و هذا هو المراد هنا و هو أيضا حالة للقلب يثمر الجهل بما ذكر و تسويل النفس الامّارة و الافراط في المؤاخذة و تزيينه، و ثمرتها الطغيان على الخلق باليد و اللسان و التعدّي عليهم بالظلم و العدوان و من علاماته احمرار الوجه و العين و انتفاخ العروق و سرّ ذلك أنّ القوّة الغضبيّة إذا تحرّك نحو الانتقام و اشتعلت نارها في الباطن يغلي به دم القلب كغلي الحميم

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست