وهو ما اختلف راويه (المرادُ به: الجنس ؛ فيشمل: الراوي الواحد والأزيد) ، فيه ( أي في الحديث) ، متناً أو إسناداً ؛ فيروى مرَّة على وجهٍ ، وأُخرى على وجهٍ آخر ، مخالفٍ له ، وهكذا...
ـ 1 ـ
وإنَّما يتحقَّق الوصف بالاضطراب ، مع تساوي الرّوايتين ، المختلفتين في الصحّة وغيرها ؛ بحيث لم يترجَّح إحداهما على الأخرى ببعض المرجِّحات.
أمَّا لو ترجَّحت إحداهما على الأخرى بوجه من وجوهه ؛ كأن يكون راويها أحفظ ، أو أضبط ، أو أكثر صحبة للمرويّ عنه ، ونحو ذلك من وجوه الترجيح ؛ فالحكم للراجح من الأمرين أو الأمور ، فلا يكون مضطرباً[2].
[1] قال الأستاذ السامرائي: (أفرد الحافظ ابن حجر العسقلاني للمضطرب كتاباً ؛ سمَّاه: المقترب من بيان المضطرب ، ذكره المستشرق هالورد في فهرست مكتبة برلين رقم 1141) . نظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص76 (الهامش).
وأقول: الذي في النسخة الخطِّـيَّة المعتمدة (ورقة 36 ، لوحة ب ، سطر9): (السادس: المضطرب) فقط ، بدون: (الحقل السادس: في المضطرب من الحديث).
(مثاله: روى الشيخ في التهذيب (3/ 233): بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (وقت المغرب في السفر إلى ربع الليل).
وهكذا رواه الكليني في الكافي (3/ 281/ باب: وقت المغرب والعشاء الآخرة): عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطَّاب ، عن محمد بن الوليد ، عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) ، قال: قال: (وقت المغرب في السفر إلى ربع الليل).
ولكن رواه أيضاً في الكافي(3/ 431/ باب وقت الصلاة في السفر والجمع بين الصلاتين): عن الحسين بن محمد ، عن عبد الله بن عامر ، عن عليّ بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان ، عن عمر بن يزيد ، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): (وقت المغرب في السفر إلى ثلث الليل) ، ورُوي أيضاً: (إلى نصف الليل).
قال ابن الشهيد الثاني في منتقى الجُمان (1/ 304): (وربَّما يظنّ أنَّه من قبيل الاضطراب في المتن ، فينافي الصحّة ، وليس كذلك ؛ لاشتراط الاضطراب بتساوي الروايتين المختلفتين كما مرّ ، ولا مساواة هنا بين الطريقين ، كما هو واضح).
ومراده (رحمه الله): أنَّ سند رواية الشيخ ، أصحّ من طريق الكليني الثاني ؛ ويؤيِّده الطريق الأوّل للكليني.
نام کتاب : شرح البداية في علم الدراية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 149