اللّه (ص) و قمت معه و معاذ بن جبل و أبي بن كعب و عبادة بن الصامت فلما دخلنا ناولوا الصبي رسول اللّه (ص) و روحه تقلقل في صدره، قال فبكى رسول اللّه فقال له عبادة بن الصامت ما هذا يا رسول اللّه قال (ص) الرحمة التي جعلها اللّه في بني آدم و انما يرحم اللّه من عباده الرحماء
(اقول) يكفي في علو مقام هذه الدرة المكنونة و الجوهرة المصونة في الصبر و عظيم درجتها في التسليم لامر اللّه و الرضا بقضائه ما نقله في الطراز المذهب انها سلام اللّه عليها و على جدها و ابيها و امها و اخوانها لما وقفت على جسد اخيها الحسين (ع) قالت، اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان، قال فقاربت امها في الكرامات و الصبر في النائبات بحيث خرقت العادات و لحقت بالمعجزات (قلت) و هذه الكلمات من هذه الحرة الطاهرة في تلك الوقفة التي رأت بها اخاها العزيز بتلك الحالة المفجعة التي كان فيها تكشف لنا قوة ايمانها و رسوخ عقيدتها و فنائها في جنب اللّه تعالى و غير ذلك مما لا يخفي على المتأمل.
تزويجها بعبد اللّه بن جعفر و شيء من حياته
لما بلغت زينب صلوات اللّه عليها مبلغ النساء و دخلت من دور الطفولة الى دور الشباب خطبها الاشراف من العرب و رؤساء القبائل فكان امير المؤمنين عليه السّلام يردهم و لم يجب احدا منهم في امر زواجها، و ممن خطبها (ع) الاشعث بن قيس و كان من ملوك كندة (على ما في الاصابة) فزبره امير المؤمنين (ع) و قال يابن الحائك اغرك ابن ابي... حين زوجك اخته-و الحائك هنا المحتال او الكذاب [1] و كان... زوج اخته ام
[1] في المجمع ذكر حائك عند ابي عبد اللّه عليه السّلام و انه ملعون فقال عليه السّلام انما ذلك الذي يحوك الكذب على اللّه و رسوله (قلت) و مثله في قول البديع الهمداني. -