responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زينب الكبري نویسنده : النقدي، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 57

قال نعم، فقال الشامي لعنك اللّه يا يزيد أتقتل عترة نبيك و نسبي ذريته و اللّه ما توهمت الا انهم سبي الروم، فقال يزيد لا لحقنك بهم ثم امر به فضربت عنقه، و الذي يظهر ان هاتين القضيتين كلتيهما وقعتا في ذلك المجلس المشوم (أقول) ان بلاغة زينب (ع) و شجاعتها الادبية ليس من الامور الخفية و قد اعترف بها كل من كتب في وقعة كربلاء، و نوه بجلالتها اكثر ارباب التأريخ، و لعمري ان من كان أبوها علي بن ابي طالب الذي ملأت خطبه العالم، و تصدى لجمعها و تدوينها اكابر العلماء و امها فاطمة الزهراء صاحبة خطبة فدك الكبرى، و صاحبة الخطبة الصغرى التي القتها على مسامع نساء قريش و نقلها النساء لرجالهن، نعم ان من كانت كذلك فحرية بان تكون بهذه الفصاحة و البلاغة، و ان تكون لها هذه الشجاعة الادبية، و الجسارة العلوية، و يزيد الطاغية يوم ذاك هو السلطان الاعظم و الخليفة الظاهري على عامة بلاد الاسلام تؤدي له الجزية الفرق المختلفة و الامم المتباينة في مجلسه الذي اظهر فيه ابهة الملك و ملأه بهيبة السلطان، و قد جردت على رأسه السيوف، و اصطفت حوله الجلاوزة و هو و اتباعه على كراسي الذهب و الفضة، و تحت ارجلهم الفرش من الديباج و الحرير، و هي صلوات اللّه عليها في ذلة الاسر دامية القلب باكية الطرف، حرى الفؤاد، من تلك الذكريات المؤلمة و الكوارث القاتلة، قد احاط بها اعداؤها من كل جهة و دار عليها حسادها من كل صوب، و مع ذلك كله ترمز للحق بالحق، و للفضيلة بالفضيلة فتقول ليزيد غير مكترثة بهيبة ملكه، و لا معتنية بابهة سلطانه (أمن العدل يا بن الطلقاء) و تقول له ايضا (و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك و استعظم تقريعك و استكثر توبيخك) فهذا الموقف الرهيب الذي وقفت به هذه السيدة الطاهرة مثل الحق تمثيلا و اضاء الى الحقيقة لطلابها سبيلا، و أفحمت يزيد و من حواه مجلسه المشوم بذلك

نام کتاب : زينب الكبري نویسنده : النقدي، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست