الفاتح، و كان ذلك في شهور سنة 956 و في سنة 1174 اعاد بنيانه و شيد اركانه الامير عبد الرحمن كتخدا القازدوغلي و انشأ به ساقيه و حوضا للطهارة، و بنى ايضا مقام الشيخ محمد العتريس، و في سنة 1210 جددت المقصورة الشريفة من النحاس الاصفر و كتب فيه على بابها (يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك سنة 1210 (و في سنة 1212 ظهر الصدع في حوائط المسجد و بنائه فندبت حكومة المماليك عثمان بك المرادي لتجديده و انشائه فابتدأ بالبناء فيه و ما لبث أن توقف العملة لدخول الفرنسيين القطر المصري فاكمله بعد ذلك يوسف پاشا الوزير في شهور سنة 1216، و أرخ ذلك بابيات خطت على لوح من الرخام (و نصها) :
نور بنت النبي زينب يعلو # مسجدا فيه قبرها و المزار
قد بناه الوزير صدر المعالي # يوسف و هو للعلى مختار
زاد اجلاله كما قلت أرخ # (مسجد مشرق به انوار)
(قلت) هذا التاريخ كما تراه لا يوافق العدد المذكور و لعله كان متقدما على هذا الاكمال (قال) ثم حالت دون تمام عمارته موانع فاكملها المغفور له محمد علي پاشا الكبير جد الاسرة العلوية و اراد عباس پاشا أيام حكومته أن يجدد هذا المسجد و يوسعه و شرع في ذلك و وضع الاساس بيده سنة 1270، و لكنه عاجله الاجل فانقطع العمل فاتمه من بعده المرحوم سعيد پاشا و أمر بتجديد الواجهة الغربية و البحرية و مقام العتريس و العيدروس، و كان ذلك في سنة 1276 و بعد تمام هذه العمارة كتب على لوح من الرخام تاريخها في ابيات (و نصها) :
في ظل ايام السعيد محمد # رب الفخار مليك مصر الافخم
من فائض الاوقاف اتحف زينبا # عون الورى بنت النبي الاكرم
من يأت ينوي للوضوء مؤرخا # (يسعد فان وضوءه من زمزم)